الأحد، 31 مارس 2013

قم يا عراق


 قم يا عراق

علمٌ على بوابة العدمِ   منذ اندلاع الجرح لم ينمِ
(الله أكبر) فيه شاخصة   لغدٍ عليه ملامح القدمِ
رسم الزمان على وضاءته   وهن الشباب وخيبة الهرمِ
وشتات آمال وملحمة   خلطت دموع أحبةٍ بدمِ
و شحوب أطلالٍ تحنّ إلى   عهدٍ بتلك الأرض منصرمِ
حيث العراق مهابة سطعت   لاسمٍ مع الجوزاء ملتحمِ
أعطى العروبة عرشها فمضت   من أرضه الشماء للقممِ
دأَبَ الجلال على معيّتهِ  وهفا إليه كعاشقٍ سَدِمِ
وَعَد العلا ألا يضيقَ به  وتلا عليه مراسم القسمِ
لكنه والوعد ينكره   يهوي ولم يطعم ولم يَصمِ
متنكراً لمعالم سمقت   دهراً بمنصور ومحتكمِ
ولواءِ فخر خافق شرفاً  أنواره في الساح والحرمِ
ومنابرٍ أصغى الزمان لها   باتت من الأيام كالحلمِ
ما للعراق اليوم في سِنةٍ   يرخي العنان لكل مجترمِ
أو ليس يسمع نوح ثائرة   ترنو حناياها لمعتصمِ
أو لم يجد لدموعها أثراً   في الرافدين معتقاً بدمِ
ستظل تصرخ والمدى ألمٌ   خاوٍ وراعي العدل في صممِ
ستظل تنزف فيض أوردة  منسوجة بالخوف والعشمِ
من بوح جرح صامت خَلِقٍ   تلتاث فيه مواجع القلمِ
قم يا عراق نريك مهزلة   وهزيمة ضاقت بمنهزمِ
فدمشق تسقي النيل حرقتها   كي ينبري للسرد دون فمِ
ويهز في صنعاء أخيلة   من نخوةٍ سقطت فلم تقم
قم يا عراق وسق لنا أملاً   قد يرجع الأرواح للرمم
واقرأ لنا سطرين من زمنٍ   غنى الفرات بدائع النغم
وقصيدة في بابل مزجت   شطآنه الخضراء بالدِيَمِ
نحن الحجاز وجرحنا عربٌ   ملقون فوق موائد الأمم
وعيون نجد تبث من أسفٍ  طوروس وجد طويق والعلمِ
إذ ليس إلا الموت منتشياً   يفضي به صنم إلى صنمِ
سنظل نرقب لوحة صدئت   لأسى على الأجداث مَقتسَمِ
نرعى الرصافة في مواجعها   ونبث دجلة حزن ذي رحمِ
ونقول لليل الثقيل كفى   رمدت عيون الدهر فانصرمِ
يا مجدنا طال العثار بنا   إن كنت سوف تقوم فلتقمِ
يا جرحنا الغافي على دمه    أوجعتَ قلب البؤس فالتئمِ