قالت المدينة :
أمَضى زماني أم كبا جَدي أم
تاه عن أفلاكه مجدي
فأشاح عني العز معتنقاً
عهداً سقاه الله من عهد
متناسيا آماد حظوته إذ كان محمولا على زندي
وبنتْ لي الأيام صومعة
فبمن على الأيام أستعدي
مسكينة والعز يسكنني ظمآنة
والنور من وِردي
منسية والفتح ذاكرتي وعلى يدي
منظومة الخلد
والفضل مسكوب بأوديتي يمناً
وشطر الخير لي وحدي
وخطى الحبيب سحائب عرجت
وتناثرت برَداً على ومْدي
ماذا عسى الأيام تمنحني لا
شيء بعد فراقه يجدي
رغم الذين طويت غربتهم وسلوت
في أكنافهم جهدي
وعكفت للتاريخ أكتبه بالزُهر
من عمروٍ ومن زيد
وبكل محمود فرشت له حتى ينام
على الذرى خدي
حتى قضى وله على شفتي ذكرٌ
يطيب وسيرةٌ تهدي
فضممته وسقيت تربته ونفحته
دون الورى حمدي
لي في الأنام بصيرة حكمت بالقرب أو بالنبذ والطرد
فأصخ لراوي الدهر إن له علماً بوقع حوافر المجد
أُقصِيت ما اجترحتْ يدي لمماً
كلا ولا أحدثتُ ما يندي
واحترت حاضرة مغيبة في زهدكم في كل ما عندي
تأتون بالآداب لي وأنا سِفرٌ
به الآداب تستهدي
وأنا مداد الحرف تنقشني أهدابه في النظم والسرد
وترونني جرداء خاوية إلا
من النعناع والورد
حقي احتياز السعدِ أجمعِه
بدءاً ففيم يؤودكم سعدي
قد كنت فوق الكون منزلة
فغدوت دون الأخذ والرد
بي حسرة لا صوت يحملها
والكبرياء تهزني ردي
ما ضرني والصبر لي مدد
أشتاره من ذلك اللحد
مهما تعامى المجد عن شرفي
وعدت عليّ غوائل الصد
فلسوف يأرز لي على عِدة هيهات
يلقى مأرزاً بعدي