ليل .... ولا أحلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
طواني الليل يا أمي
فأين حدائق الأحلام ؟
و ما السر الذي تخفيه
بنت الغيم عند أميرها المسحور ؟
أما حدثتني عن قصرها
العالي
و أزهار من البلور
تغفو في حديقته
وعن أطواق فلٍ فوق
شرفته تعانق غيمة بيضاءْ
لتنثر في يدي القبلات
لما تخفت الأضواءْ
وقلت بأنهم يبقون باب
الليل مفتوحاً
لتحملني لهم أرجوحة
الأوتار حين أنامْ !
حكيتِ عن النعيم على
ربى الفردوس عن مفتاحه المفقودْ
غمزتِ يدي لكي أخفيه تحت
وسائد العتمة
أراقبه يجوب خيالي
الوسنان أو يرتاح في غيمةْ
ونمتُ أسابق الخطوات
نحو نعيمه الموعودْ
وبين يديك طفتُ الأفق
عابرةً
إلى قصرٍ و مرج ورودْ
كبرتُ وقد تشظّى
الليل في طاحونة الريحِ
وتاه الحلم في إعصاره
هلعاً
وباتت وحدتي قصري
وأوجاعي أراجيحي
وتهتُ ولم تر الغيمات
تحت وسادة الآلام تلويحي
عرفتُ الخوف يا أمي
وفي عينيّ ألفُ صباحْ
فغال الليل خطوتها وأوقف
رقصة الأرواحْ
وتاهت في خطاه الأمنيات
وضاع في طياته المفتاحْ
تراودها طيور الحلم واجفة
ولا تقوى على الإفصاحْ
لماذا حين يملؤني
سوادي تجفل الأحلامْ ؟
تسافر فيّ أعماري
وتكسر هدأتي الأرقامْ
إذا ما طاف من حولي لكل
هزيمة ساعِ
إذا اصطفتْ على جنبيّ
أوجاعي
لتعزف في أتون الصحو
إيقاعي
لماذا عندما احتاجها
بالذات تهجرني
فلا صحوٌ ولا أحلام
رجوت الليل يمنحني
ولو طيفاً من الذكرى
فقد غادرتُ أحلامي
على تنهيدة سكرى
فكل رؤاي هاربة وكل
طلاسمي أسرى
و ضاع رجاء آمالي على
دوامة الفجرِ
وذابت تحت وهج الصحو
فيها شمعة العمرِ
وظلت تمتمات الأمس بين
دفاتري سرا
غريب كيف غابت في
دواري ردهة الأحلامْ
وكيف اعتدتُ ليلي دون
قصر مشرع الشرفاتْ
ودون ظلالِ أطيافٍ ودون
حنين أغنيّاتْ
ودون شعاع أمنيةٍ
تبدد زرقة الأمواتْ
وكيف نسيتُ مفتاح
المدى في زحمة الأيامْ
وأغرب منه أني قد
نسيتُ الآن .... كيف أنام ؟