ــــــــــــ
لما رمى سهمُ الحقيقة كل بارقة تلوحْ
خلق الخيال لنفسه روحاً تُرى و (أنا) تبوحْ
وملامحا بشذى أمانيها تفوحْ
أغرتْ يدي فرسمْتُها صوراً لوعدٍ هائمِ
فتغافلتني واستقلت بالقرار الحاسمِ
وتمرد الرسم الغضوب على بنان الراسمِ
فكأنه روح تناضل في الخفاء إزاء روحْ
شد الخيال بكل أوتاد الشقاء حبالَهُ
قاومته فاهتاج واستعدى عليّ خيالَهُ
حتى تخلل نسج روحي ناصباً منوالَهُ
فمضيت أبحر حيث مالْ
روحاً تغني للمحالْ
من مقعد أوحى إليه البدء آيات الزوالْ
وظللت أرسو حيثما غنى المدى مواله
شيدت قصري ذا القباب السبع من ركن التمني في أراجيح الخدارْ
مما تعتق في سنيني من دوارْ
زينْتُه وارتحتُ فيه على أريكة شهرزاد
علقتُ فيه حدائقي وملأتُه بنفائسٍ قد كان أهداها إليّ السندباد
وعجائبٍ تبعتْ ظلال أليسَ من تلك البلادْ
فعزفتُ عن ركني الأسيفْ
وتماوجتْ في كل ما حولي تراتيل الخريف
ترعى هشيم حدائقي وتدك عرشي المستعار
هاجرت من قيظي وطرتُ إلى ربيع سرمدي
وسكبت قَطْري حيث أينع مقعدي
طفتُ المدائن فوق أجنحة الترفْ
ولبستُ تيجان الجمال وذقت فاكهة الشغفْ
ومددتُ ساحاتي فصلّى النور فيها واعتكفْ
هومتُ فيها ثم عدت أهش أسراب الوسنْ
فوجدتها قيد انتظاري منذ غادرْتُ الزمنْ
وإذا تماثيلي تذوب على يدي
ومدائني تهوي سكارى في حنايا موقدي
وأنا أذر رماد تيجاني بوجه الريح ثم ألمه في مرقدي
ورسمتُ مزجاً من مجانين الهيامْ
وجمعتهم في فارس أججتُ بين ضلوعه حمم الغرامْ
وسكبت في عينيه لحناً من أغانيّ الأوَلْ
وزرعت في أهدابه أشواق آماد الأملْ
وسألت ليلى عطرها وغمست فيه جدائلي
وبنيت شرفة جولييتَ لكي أدسَّ رسائلي
وغفوت أنصت بين أنفاسي لهمس سنابلي
حتى إذا أفل المدى
وتوقف النبض المزوّرُ فيّ وانكسر الصدى
أطفأتْ جمرة وحدتي حتى يعانقها الظلامْ
و لربما أيقظتُ عرسا من حدادْ
وزففته عند الأصيل على أناشيد الحصادْ
ومضيت بالصمت المقيت إلى احتفال مترفِ
و لربما أشعلت من فوضاه حمّى أحرفي
ودسست وهج الأمسيات وصخبها في معطفي
ولربما أنبتُّ زهرة أقحوان وسط منفضة الرمادْ
ثم انتهيت لكوكبي
و بعثتُ أحزاني تنادي في مداه المجدب
غب يا خيال فقد أتاني منذرٌ من واقعي
ما زال مذ غادرته متعلقاً بأصابعي
دعني أكفر عنده غدري بسفح مدامعي
وارحل فقد غررت بي
وجعلتني أضحوكة الصحو المرير المرعب
واطمس مراياك التي تعبتْ تناشد يقظتي وتقول لي : لا تكذبي
لما رمى سهمُ الحقيقة كل بارقة تلوحْ
خلق الخيال لنفسه روحاً تُرى و (أنا) تبوحْ
وملامحا بشذى أمانيها تفوحْ
أغرتْ يدي فرسمْتُها صوراً لوعدٍ هائمِ
فتغافلتني واستقلت بالقرار الحاسمِ
وتمرد الرسم الغضوب على بنان الراسمِ
فكأنه روح تناضل في الخفاء إزاء روحْ
شد الخيال بكل أوتاد الشقاء حبالَهُ
قاومته فاهتاج واستعدى عليّ خيالَهُ
حتى تخلل نسج روحي ناصباً منوالَهُ
فمضيت أبحر حيث مالْ
روحاً تغني للمحالْ
من مقعد أوحى إليه البدء آيات الزوالْ
وظللت أرسو حيثما غنى المدى مواله
شيدت قصري ذا القباب السبع من ركن التمني في أراجيح الخدارْ
مما تعتق في سنيني من دوارْ
زينْتُه وارتحتُ فيه على أريكة شهرزاد
علقتُ فيه حدائقي وملأتُه بنفائسٍ قد كان أهداها إليّ السندباد
وعجائبٍ تبعتْ ظلال أليسَ من تلك البلادْ
فعزفتُ عن ركني الأسيفْ
وتماوجتْ في كل ما حولي تراتيل الخريف
ترعى هشيم حدائقي وتدك عرشي المستعار
هاجرت من قيظي وطرتُ إلى ربيع سرمدي
وسكبت قَطْري حيث أينع مقعدي
طفتُ المدائن فوق أجنحة الترفْ
ولبستُ تيجان الجمال وذقت فاكهة الشغفْ
ومددتُ ساحاتي فصلّى النور فيها واعتكفْ
هومتُ فيها ثم عدت أهش أسراب الوسنْ
فوجدتها قيد انتظاري منذ غادرْتُ الزمنْ
وإذا تماثيلي تذوب على يدي
ومدائني تهوي سكارى في حنايا موقدي
وأنا أذر رماد تيجاني بوجه الريح ثم ألمه في مرقدي
ورسمتُ مزجاً من مجانين الهيامْ
وجمعتهم في فارس أججتُ بين ضلوعه حمم الغرامْ
وسكبت في عينيه لحناً من أغانيّ الأوَلْ
وزرعت في أهدابه أشواق آماد الأملْ
وسألت ليلى عطرها وغمست فيه جدائلي
وبنيت شرفة جولييتَ لكي أدسَّ رسائلي
وغفوت أنصت بين أنفاسي لهمس سنابلي
حتى إذا أفل المدى
وتوقف النبض المزوّرُ فيّ وانكسر الصدى
أطفأتْ جمرة وحدتي حتى يعانقها الظلامْ
و لربما أيقظتُ عرسا من حدادْ
وزففته عند الأصيل على أناشيد الحصادْ
ومضيت بالصمت المقيت إلى احتفال مترفِ
و لربما أشعلت من فوضاه حمّى أحرفي
ودسست وهج الأمسيات وصخبها في معطفي
ولربما أنبتُّ زهرة أقحوان وسط منفضة الرمادْ
ثم انتهيت لكوكبي
و بعثتُ أحزاني تنادي في مداه المجدب
غب يا خيال فقد أتاني منذرٌ من واقعي
ما زال مذ غادرته متعلقاً بأصابعي
دعني أكفر عنده غدري بسفح مدامعي
وارحل فقد غررت بي
وجعلتني أضحوكة الصحو المرير المرعب
واطمس مراياك التي تعبتْ تناشد يقظتي وتقول لي : لا تكذبي