لا تعبث بقلب امرأة
ــــــــــــــــــــــــــــ
يا عابثاً مجدافه أغراه ... وتحاملته على الأسى طغواه
فمضى يجر الموج خلف غروره ... ويحرك الأنواء وفق هواه
ورمى على كل الجهات شباكه ... واحتاز نبض الريح في مرساه
واقتاد أرواحاً إلى آجالها ... فمضت بلا وعي إلى منفاه
يا شهم ليس على النساء بطولة ... أخذ الردى منهن كل مناه
أعتدت أن تهب البراعم حتفها ... وتميت في الزهر الندي شذاه
وتقاتل النبض الوليد مسلحاً ... بالزيف مرتاحاً إلى جدواه
أتحارب امرأة لأن كيانها ... رهنٌ لقلبٍ أنت من أغواه
ولأنه أودى بها وأحالها ... ألعوبة في كف من تهواه
دع عنك تجريب المهالك عابثاً ...إن الوبال كفيفة عيناه
هبها هواك ولا تسل من بعدها... عن روعة ستحلها إياه
عن جنة تؤويه في أفيائها ... عن عالم للحلم فوق رؤاه
عن متعة تطويه في ملكوتها ... عن قصة تعطي الخيال مداه
فاهنأ هناك ولا تكلفها لظى ... كم أشعلته ولم تخف عقباه
لا تستفز جريحة ففؤادها ... كالنار لا يحنو على صرعاه
وقلوبهن زوابع مجنونة ... أواه لو أطلقتها أواه
رمضاؤها تجتاح كل خميلة ... وربيعها سحرية دنياه
فإذا جرحت وديعة علق الهوى... أشلاءها فاصبر لما تلقاه
إن انتقام العاشقات كوارث ... قد تخرج التاريخ عن مجراه
قد تقلب الدنيا لتظفر بالهوى ... وتبيده إن شط في مسعاه
لا تختبر بالغدر يوماً عهدها ... مهما تناهت في الغرام عراه
فالغدر إثم في شرائع قلبها ... تُمحى الخطايا كلها إلاه
يأتي كإعصار يحيل فؤادها ... حجراً فلا يبكي على قتلاه
ويلاتها تمتد أنى أومأت ... وجحيمها يصلاه من يصلاه
تتجرع الأحزان ثم تمجها... حمماً فويل للذي تغشاه
ولربما ظلت على غفرانها... حتى ليبلغ سيلها أعلاه
فإذا طفحتَ بكيلها عن حده ... فالموت ثَم وليس ثَم سواه
إن قالت امرأة كرهتك فانتبه ... فالكره يعني عندها معناه
والكره يعني أن تعيد حسابها... أن تمتطي من عزمها أعلاه
أن تطلق الريح الهبوب لمارد ... في جوفها مغلولة قدماه
أن تمزج الأسماء في اسم واحد ... في وقعه يتكرر الأشباه
في اسم تناط به الجرائم كلها ... فيكاد من أعطيه أن ينساه
فاحذر مواجهة الجريحة بعدما... أمر الغرام كيانها ونهاه
لا شيء يعلو عنفوان فؤادها ... أبداً ولا يجني عليه سواه
من راوغ امرأة على نبضاتها ... أردته كي تبكي على ذكراه