يا عيد .. ماذا عن غزة ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قهر اليتيم ولوعة الثكلى والنور حول مواكب القتلى
والعيد بعد العيد يطرقنا والموت فوق رؤوسنا وبلا
ذكراه تنكأ ألف ملحمة وتعيد بؤساً لم يكن ولّى
وهلاله ذاوي السنا وَلِهٌ قد جاء ينعى الأرض والأهلا
ويحل في أرض الرباط وقد غمر الفخار رجالها العزلا
إذ قاوموا الدنيا وما معهم للحرب غير حجارة عجلى
صمدوا وأعينهم تكاد ترى أرواحهم في البرزخ الأعلى
يا عيد هل في الفرح متسع والأرض من أحزاننا حبلى
ومواكب الأيام سائرة تأبى على الآلام أن تبلى
ومجازر تحيي موالدها مختالة ومظالم تُتلى
وجرائم للحق مزهِقة ومؤامرات تنحر العدلا
ودوائر دارت على قدر أغرى لئيم الطبع فاستعلى
يا عيد من لطفولة سئمت ليلاً يجر وراءه ليلا
وبراءة كالفجر غيّبها من غيّب الإنسان مذ حلا
ما زالت اللأواء تلقمها بالغزو خبزاً ناضحاً ذلا
يا عيد من أعطى إشارته للتائه المطرود فاحتلا
وقضى له بالأرض مغتصباً وأعانه فامتد واستولى
يا عيد تدري أن أمتنا رمت السلاح وباعت الخيلا
وإذا دعاها الضيم منتظراً إحسانها قالت له مهلا
فلدي أوطار معجلة ولتسأل المزمار والطبلا
يا عيد دعهم واختلس فرحاً واحمل لغزة نسمة جذلى
أوصل إليها رغم محنتها شيئاً عدا الترويع والقتلا
واجزم بأن الأرض عائدة ولسوف ينجز وعده المولى
واهتف لأرواح محصنة صنعت لكل مخوفة مصلا
وتدرعت بالعزم وانطلقت يغشى سناها الشيخ والطفلا
يتقاسمان شهادة زرعت للنصر من أنوارها حقلا
يا عيد قد شج الأسى كبدي ووقفت لا دعة ولا حولاً
أهلي هناك بطولة عبرت بسط المدى لشعاعها ظلا
وملاحم طرب المداد لها والفخر بين سطورها حلا
وأنا هنا ما في يديّ سوى أمنيّة وقصيدة خجلى