الثلاثاء، 28 أبريل 2015

عفواً بيكاسو !!









عفواً بيكاسو !






ـــــــــــــــــــــــــــــــ






حمامةَ السلامْ


يا كذبة تمردت على خطوط الوهم والحقيقة


يا صورة ما جاوزت إطارها لريشةٍ أنيقة


لمن تهمهمين يا قديمة الشتاتْ


فالفن في زماننا ما عاد محسوباً على اللغاتْ


ضمي جناحيك اللذين يهذران فوقنا من ألف ألف عامْ


ولملمي الريش الذي نثرتِهِ وغادري الزحامْ


سماؤنا تعودت نيراننا الصديقةْ


ولم تعد ترتاح للحمائم الطليقةْ






أقلعتِ حين كانت الطيور في السماء لا تخافْ


ولم تكن أحلامنا قد أنهت المطافْ


وحين كان تحتنا فرش وكان فوقنا لحافْ


تغير الزمان يا بيضاء فلتهادني الظلامْ


ولتوقفي الإبحار في فضائنا المغموس في السخامْ


أو اقتحام حربنا بحجة السلام ْ


حذار أن تخترقي نظامنا


فلونك الجريء ألف شبهة والغصن في منقارك اعتراف






هل كان بيكاسو على علم بما اعتراك في سمائنا الرؤومْ


ولم تزل باريس في عطورها تعوم ْ


وأنت تحملين غصنك الصغير في حدائق الرصاصْ


لأنك ارتميت في سديمنا


حيث الدخان يكنس الغيوم و الحمام ْ


ويحرس الظلامْ


ويعلن الحظر على تجول البياضْ


ويرسم الدوائر السوداء في مساره


وينثر الرمادْ


يجتث أي نبضة مشبوهة تنمو على التخومْ






لو كان بيكاسو حكيماً يبصر البعيدْ


لجسّد المنقار من صخر وصب الغصن من حديدْ


و فخخ العينين ثم عبأ الجناح بالذخيرةْ


فتحت كل مخلب قذيفة وخلف كل ريشة قنبلة صغيرةْ






من قال للرسام أن القدر المحتوم للسلام أن يندس في حمامة مهاجرةْ


معلقاً في خربشات الحالمين في القصائد المحاصرةْ


مطوقاً بالوهم مرهونا لدى الضمائر المتاجرةْ






يا أيها الرسام ما أدركتَ عصر الرسم بالقنابلِ


عصر اعتناق الفن للإرهاب في لوحاته المكررةْ


فلوحة لمنبر ولوحة لمجزرةْ


ومعرض مصور لأنفسٍ مكسرةْ


حمامنا ما عاد يدري وجهة الرسائلِ


وقد ذوى الزيتون تحت لمعة الفتائلِ


فحيثما ألقى انتهى إلى الدمار الزاجلِ !






يا أيها الرسام جدد صيتك الماضي على معزوفة الحطام ْ


جِدْ لوحة للحرب أو صف روعة الركام ْ


أحرقْ بقايا الغصن


واستلهم خطوط الرسم من تناغم اللهيبِ


خذ شهقة من أمة مكلومة أو زفرة من موطن سليبِ


وجَسِّد المأساة في سعارها الرهيبِ


أو فاسترح .. ثم احمل الفرشاة والألوان والحمام





ووارِها في بقعة بعيدة هناك ... حيث يرقد السلام

السبت، 18 أبريل 2015

على بركات الله


                                      
يا أنت يا راوياً أسطورة الأمدِ   تكلم الآن أو فاصمت إلى الأبدِ
قف هاهنا كي ترى التاريخ منطلقاً  في عشر رايات لم تنقص ولم تزدِ
و الحزم فوق عنان الأفق عاصفة   ثارت تقود ركاب الفخر من بلدي
بباسل ترقب الدنيا إشارته   عن شرعة الشرف الغراء لم يحدِ
سارت له الريح أجناداً مجندة  والأفق زوبعة في رأس منجردِ
تأتي على كل رعديد له ثمن  كانت له في ظلام الكيد ألف يدِ
قد باع في سكرة التجديف أمته    مستعصماً بمجير واهن العمدِ
كي يستمد المخازي من منابعها  يا ضيعة الجهد بل يا خيبة المددِ
واستدرجته العطايا غير مكترث    كأنه حَسِب الأيام دون غدِ
قد جاءه الغد حتى قبل موعده    في ساعة من حساب الدهر لم تردِ
بشّرْ حبيباً أبا تمام مرتجزاً    أن الصفائح قد ثارت بلا عددِ
وأن كل نبوءات العدا كذبت   وأن ألوية الإرهاب في كبدِ
يسّاقطون تباعاً تحت عاصفة  جاءت تدك ذرى المسنود بالسندِ
تعيد للوطن المسلوب حرمته   تخضر فيه ربيعاً غير مبتعدِ
سيري على بركات الله وابتدري     إنا لنعلم أن النصر قاب يدِ
سيري لأرقى مرام قد يسير له   أرباب رأيٍ وإصرارٍ و معتقدِ
واسترسلي بسيوف تنجلي همماً  ما كان دون تجليها سوى الغُمُدِ
قولي لأسرى ضلال الفكر أن لهم  والموتِ منعطفاً ما دار في خلدِ
وأنهم محض درس لا يقام له    وأن سيدهم إبليس لم يسدِ
وأن من غره الإمهال متبِع   إياكِ أعني فلول الكيد فارتعدي
لا بد من وقفة عصماء حاسمة  يكفي حواراً لأفهام بلا رشدِ
ترغي وتزبد إسفافاً وقد جهلت  أن العواصف لا تبقي على الزبَدِ
وأنه لا هدىً إلا على سننٍ     ولا صمود سوى بالناصر الصمدِ
وأن بتر النوايا في ضمائرها  بالطرق في النار لا بالنفث في العقدِ
الآن تحتشد الأحداث في حدث  مسترسل يتولى كل محتشدِ
الآن يبتدئ التاريخ خطوته     الكبرى بعزمٍ شديدٍ غيرِ متئدِ   
 بأمرِ قائدِ حزمٍ قال قولته  وأمّةٍ أذعنت للواحد الأحدِ