و عرس آخر
دمٌ دونما حقٍ وموتٌ بلا هدى و خشعة عُبّاد تخرمها الردى
وأسئلةُ ثكلى على ثغر جمعةٍ نعتْ في (قديحٍ) آمنين ومسجدا
وقد نكأتْ جرحاً رطيباً تخاله على جسد (الدالوّة) الآن جُددا
بأيدٍ تدس الأمس في كل مقبلٍ وتحمل للآمال طاحونة الصدى
تجرجر فهماً لا يوارى خواؤه عقيدته قتل وأشجانه مُدى
يسير بعزم والضلال حليفه إلى أين ؟ يا أدنى قوى الأرض مقصدا
إلى أي إفكٍ تطمحون؟ وعندكم من المسلك الأخزى ختامٌ و مبتدا
بأي دمٍ تلقون رباً سبيله بصيرة هادٍ ما استباح ولا اعتدى ؟
بترويع آيات على قلب مسجدٍ ؟ بأمٍ تلظّت ؟ أم ببيتٍ تشردا ؟
بطيف سنا يرتاح في وجه حيدرٍ؟ قبيل تباشير البزوغ تبددا
خطا نحو آفاق السلام مجللاً بخطوته الأولى على سكة الهدى
توارى كحلم ما جنى غير أنه قد ارتاد في عمر الرياحين مسجدا
وأنكم ابتعتم سلاحاً ونقمة وأن لكم في عمره المرتجى يدا
بعشرين مغدور وألف فجيعة ويومٍ بعمر النائبات تمددا ؟
دماء تلقتها المصاحف قد بدت رسائل ترجو دولة الحق موعدا
كوارث تترا تستبيح سلامنا لمن ريعها يا باعة الدين بالردى
لقد خنتم الدين الذي تدعونه وأوردتم الإنسان في الخزي موردا
نسختم سلام الله من بيّناته وشيدتم الإرهاب للكون معبدا
نحرتم منى طفلٍ على مذبح التقى وجاهدتمُ ( في الله) شيخاً موحِدا
دخلتم ليالينا فشابت لرزئها وذا النور من أيامنا صار أسودا
تلوكون أكباد الهناءات قربة تدكون أمن الغافلين تعبُدا
(لكم دينكم ) قال الإله ، فقلتمُ : لكم ديننا ثوباً لدى البغي يُرتدى
حجاباً نواري فهمنا الرث خلفه وعذراً لدى أعتى الحماقات يُحمدا
كفاكم دعاوى سنةٍ تقتفونها هتكتم سناها حين خنتم محمدا
أتِموا -إذا دامت لكم- ما بدأتمُ فليست سوى دنيا تُنال لتُفقَدا
وما الروح إلا منحة مستردة وسوف يلاقي خصمُها ربَّه غدا