الثلاثاء، 12 يناير 2016

قصائد خائفة



مرعوبة قصائدي
موؤودة في جوفها براعم الحنين
في كل حرف هزة أرضية 

وخلف كل آهة كمين
وبين كل نقطتين نقطة وفاصلة
كأنها مسائل رقمية للنظم أو معادلة
أجزّ من أطرافها المصلوبة الإحساس أي نبضة مخاتلة
وخوف أن يفتشوا رفاتها أدس ما استطعت من مبادئ اليقين


قصائدي لا تحسن الإصغاء للسماء
لا تحسن الإبحار في سحائب الضياء
لا تحسن العزف على جدائل المساء
ترتاب في المشاعر الجريئة المهلهلة
تخال كل أنة حيرى ظلال مقصلة
وكل ومض فكرة نهاية مرتلة
تخاف من بهائها
تظنه ذريعة لتهمة تحلها غياهب الشقاء


قصائدي تخبئ الإحساس عن حروفها
لأنها تخشى من اللصوصْ
أولئك الذين يسرقون عند جوعهم حدائق النصوصْ
وينصبون عند كل روعة تلوح فيها مصيدة
ويتبعون كل حرف بالعيون الموقدة
يحاربون الوهج في العروق ثم يقمعون الأفئدة
ويجهضون الحب في القصائدِ
كطفرةٍ جينيةٍ في كل معروف وكل سائدِ
كرِدةٍ كنكسةٍ كفتنةٍ تجرجر الفضيلة العصماء للنكوصْ


قصائدي تخافهم لأنها من خيمة الحريمْ
ونونها عار وهمس عطرها جحيمْ
ووجهها مخبأ وبوحها عقيمْ
آمالها على عروش مجدهم معلقةْ
شجونها مغلوطة وذاتها ملفقةْ
تخاطب المداد من وراء ألف شرنقةْ
تطأطئ الحروف في بلاطهم
وتنحني لأي معوَجٍّ يهز ظله وأي مستقيمْ


لا تأملي في النور يا سجينتي فليس ثَم نور
تلفعي بحبرك الخفي ثم هادني السطور
تصحري ما شئت ثم دندني لروعة الرواء
تشربي الظلام ثم مجدي الضياء
وهللي من جحرك القصي للفضاء
لا تسألي ففي السؤال ريبة
وفي الإجابات انتهاك فاضح لسَمْتِك الطهور


عرفتِ يا قصائدي حدود ما يقال ؟
أدركت قصد ساسة الكمال
إذ يذبحون الكبش كل مرة ويطمسون بؤرة الضلال
فإن دهتك جرأة واستيقظت فيك الحروف الغافية
فلتخلقي بحراً نسائياً بنصف قافية
بنصفِ إحساسٍ بنصفِ روعةٍ
ولتلهميه السخف والإسفاف حتى تلبسي التهميش ثوب عافية
وتغنمي السلام في الظلال