يا هذه (الجمسُ) رِقّي إنني بشرُ = قلبي إذا زادت الأعطال ينفطرُ
تئن محفظتي ضيقاً وحق لها = لمّا تعنُّ لها الشمعات والأطرُ
وإن بليتِ بحمى بِتُّ في أرقٍ = والصبح جابٍ على جفنيّ ينتظرُ
فإن عتتْ بـ(مجيد الدين) مغضبة = يهوي عليكِ فلا يبقي ولا يذرُ
وأنزوي خلفه وجلى وأبصره = يكاد في مقعدي المحظور ينفجرُ
يطارد الطرق الهوجاء مجتهداً = في كل مهلكة يرقى وينحدرُ
وللكوابح آجال فيقطعها = وللتروس أحاسيس فتنكسرُ
ورقصة الهيكل المهدود تفقدني = عقلي إذا عزفت ألحانها الحفرُ
فإن رفعتُ لجهلي كف معترضٍ = يوماً تطاير من آذانه الشررُ
فازداد طين المآسي بلة فإذا = بي بعد مغضبتي أصبحت أعتذرُ
ذقت الأمرين لاستخراج رخصته = ولم أزل من نقاط الأمن أستترُ
لو قسموا الأمر فيما بيننا فأنا = كما دفعت رسوم الفحص أختبرُ
وهو المبجل تكفيني فخامته = و صاحباه عليّ الفقر والخطرُ
لا يلتقي(ساهراً) إلا ويؤنسه = ولو يطال لأرضى كل من سهروا
رحماكِ يا هذه الغبراء إن يدي = مغلولة وكياني كله بصرُ
لا تأخذي الثأر مني عن فظاظته = إني بأمر (مجيد الدين) أأتمرُ
فلتوقفا هذه الجولات بينكما = منه الفتيل ومنك القدح والشررُ
إذ تعلنين عليه الحرب وهو لها = وتصبحين حطاماً حين ينتصرُ
تعنينه أنت أم تعنين جارته = تلك التي فيكما تُبلى وتصطبرُ
رقا عليّ فما لي غير فضلكما = مأسورة فوق رأسي العار يستعرُ
فإن دببتُ على رجليّ قاضية = شأناً تناكرني في الشارع البشرُ
كأنني كائن ألقى الفضاء به = واستغربت كنهه الأحداق والفِكَرُ
يا ليت مركبة الماضي تعود لنا = أو ليت طاقية الإخفاء تُبتكرُ
أو ليت برمجة الحاسوب تنقلنا = رمزاً خلال أثير الكون يُختصرُ
أو يشحذ المبدعون اليوم همتهم = لعل معجزة في الغيب تختمرُ
كأن نسيِّر بالإيحاء عالمنا = أو أن تقوم مقام الأنفس الصورُ
أو نكتري كوكباً لا حيّ يسكنه = أو تُفتق الأرض عن حَلٍ فتنشطرُ
مالي أصيخ لأفكار مهلهلة = تكاد تضحك مني وهي تنهمرُ
ماذا عساي ختام الأمر فاعلة = إني على أحسن الأحوال أنتظرُ