وضعتِ إذاً نقطة للنهاية ؟!
ولم يكتمل بعد نص الحياة التي كتبتنا معاً ذات سردٍ
فماذا سيحدث فيما تبقّى
وكيف ستُحبك باقي الفصول
وقد كنتِ كل شخوص الرواية
وكيف سأمضي لفصل الختام
وما زلتُ عالقة في البداية
لقد كنتِ حاضرة في كياني
وكان الطبيعي ألا تغيبي
وكنا اتفقنا ابتداء على خطة للمسير
وكنا اتفقنا إذا ما تعبنا سوياً على خطة للهروب
لقد كنتِ ضمن الثوابت فيّ
إلى أن تغير وجه الطبيب !!
وأعلم أني أطلتُ الطفولة بين ذراعيك
شاطرتك العمر ذات الدثار
عبثتُ كثيراً بتلك الجديلة
وأجهدتُ تلك العيون الجميلة
وآمنت أنك تدرين عن كل شيء
وتمتلكين العصا والفوانيس والمعجزات
وبين ضلوعك كهفاً يخبئ كل النبوءات
أعلم أني تماديت في ترّهات الصغار
فقررتِ أن تتنحَّي لأكبرَ
لكنني شبت ذاك النهار
عبرتِ إلى النور من ثغرة في خضمّ الزحام
تسربتِ كالعطر للمنتهى للسلام
تساميتِ في غفوة خاتلتني
فلما انتبهتُ إلى أنني عدت للصحو وحدي
رأيتك تبتسمين هناك
فأقسمت أقسمت ألا أنام
ولو كنتِ أخبرتِني حين كنا نحوك الحياة على مقعدين
لكنتُ تخطيتُ سور النهاية قبلك
كنت هنالك قبل خلود الفؤاد إلى الصمت
قبل ارتخاء اليدين
وكنت تسلقتُ بوابة الفقد غافلت حراسها
وانشطرتُ على الجانبين
فإما تعودين أو نتدبر في الحال مضطجعاً لاثنتين
كتبناه عقد شراكة عمر فما ثَم أوفى ولا ثَم أمضى !
فرضناه شرعاً على كل سانحة في دروب الحياة
فما كان أحلاه فرضا !
وصغناه دون انتهاءٍ
ودون شروط ودون بنود بديلة
فتباً لجهلي بفرق المواقيت
تباً لكل العقود الطويلة
وتباً لكل الشراكات إن كان لا بد من أن تفضا
أتدرين أنك كنت ابنتي مثل ما كنت أمي
وكنت أعيش أمانيّ فيكِ تماماً وأنت تعيشين حلمي
وكنتِ تبرينني حين تهدينني مجد بركْ
وتفضين لي مثل كل البنات بمكنون صدركْ
وتصغين لي باهتمام إذا ما اجتررت رؤاكِ
وحلقت في غيمة فوق بحركْ
أتدرين أني كتبت الوصايا وأني تركت لعينيكِ همي
أيا ابنة عمران بالله أين أهيم بروحي
وقد شف عنك ستار الليالي
لتمتهن الذكريات المثولا
ومحرابك الحي يتلو تعاويذه بارتياح
وآيات نجواه تزداد طولا
وكيف أراوغ مضطجعا نافذ الصبر
كيف أراوغ فجراً سؤولا
مضيتِ على غفلة من عيون الهوى يا حسينة
ولم أنتبه لنذير الفراق الذي قرأتْه عليّ الرؤى مرتين
ولم أنتبه للمداد الذي كنت تستنفدينه
لقد كنتُ سكرى بعمر بدأتُ به الحب فيك
وكنتِ ويا أسفي تختمينه