أردت أن أقول
في كل أعمار السكوت
بيننا أردت أن أقول
أردت أن أجرد الحروف
من رُهابها
أن أكسر الصمت الذي
اعتنقتُه
أن أوقف الدوار أن
أراوغ الذهول
أردت أن أقول إني
آسفة
لما قرأتِ في ملامحي
وأنتِ خائفة
لذلك اليأس الذي قد
فر مني هارباً إليك
لدمعة نسيتُها تنساب
في يديك
للهاتف المقفول للوقت
الذي أهدرتِه
تستجوبين الخوف
والهواجس المجازفة
أردت أن أقول إن
الحزن ما استشارني
لما نهى عينيه عن
فراقي
لما استحلني ولم يمل
من عناقي
لكنني أخذت عهداً منه
أن يخفي الهوى
فإذ به ينساب فوق
وجنتيكِ لحظة التلاقي
أردت أن أقول يوم
عيدِ أمهاتْ
وبعدما خبأتُ في
وسادتي قوائم الهدايا
أن الذي أعددتُه
قليلْ
لأنني أحصيت من
أعيادنا المئات
لأنها تزيد كل مرة
لأن أعياداً تهل كلما
تستنهضين الشمس
ثم كلما تعانقين أنجم السبات
أردت أن أبث فيكِ ذلك
الشعور
ذاك الذي جمعتُهُ
من أعين الأماكن التي
سكنتِ روحها
ومن خشوعها لوحي لحظة
الحضور
ونبضها الذي أراه إذ
تضم طيفك الطهور
من شوقها للموعد
الجديد
إذ لم تكوني قد نويتِ
حينها أن تغلقي منافذ العبور
أردتُ أن أقرَّ ألف
مرة لصوتك الندي بالهيامْ
وأنني مدينة له بكل
لحظة عانقتُ في أوتارها الغمامْ
أو ذبتُ في نايات
ليلٍ ينتحبْ
أو انسكبتُ في دموع
عاشقٍ
أو جبتُ آفاقي على
نجوى محبْ
أو انزويتُ في صدى
مقطوعةٍ
أو في فؤاد طفلةٍ
تريد أن تنامْ
أردت أن أشذب القصيدة
الجديدةْ
لزرعها على ربى شباكك
الخصيبْ
كي ترتوي إذا قرأتِ
آيةً
أو ابتهلتِ
أو رفعتِ للسماء وجهك الحبيبْ
أردتُ أن أحكي لدرويش
عن الحنينْ
إذ أحتسي ذاك الشذى
الذي تحضّرينْ
عن جرعةٍ من النعيم
زائدةْ
تهزني للخلد كل مرةٍ
والحبِ ممزوجاً بوهج
الروح فوق مائدةْ
والدفءِ يسري بين
أضلاع الليالي الباردةْ
أردت أن أحكي له عن
جنة تهمي من الحكايا
وأنت تسردينْ
لو لم أضيّع في غيوب
الصمت مفرداتي
لو لم أكبّل عن سماء البوح
أمنياتي
لو أنني أطلقت قيد
الأضلع الكتومة
لو أنني كشفت عن أفق
الرضا غيومه
لو انهمرتُ منه
سيمفونية للعشق والأمومة
لو أنني سبقتُ ( لو )
بخطوةٍ جريئةٍ
لما استحالتْ أحرفي حرائقاً
تقتص طول العمر من سباتي