زفاف
ها قد زففتُ صغيرتي وتحقق الحلم البعيدْ
ونثرت قلبي فوق ممشاها
ليحرس حسنها
ويعيذ موكبها السعيدْ
وانساب حبي في ثنايا الأغنياتِ
وحلقت روحي على حوريةٍ
في بهو أحلامي تميدْ
قبلتها وطويت فوق جبينها سِفر السنين
وسرت إلى كفيّ رعشة ذلك الملتاع في صدري
وجاست دمعةٌ
غالبتُها
ورسائل الآمال بين عيوننا عن كل خافية تُبين
لما تثنّتْ تُرقص الأجواء في ثوب الزفاف
أنوارها مسعىً وبسمتها مطاف
وعلى جواهر تاجها ماجت أهازيجٌ
وغنت فرحةٌ
ومن الصدى في كل زاوية هتافْ
وأنا على الآثار ساهمةٌ
يطوف بي الهوى
يزوّرُ بي بحر وتلفظني ضفاف
عانقتها ورجعت للبيت القديمْ
للحظة الأولى التي فتحتْ عليه
جميع أبواب النعيمْ
إذ جئت أحملها إليهِ
أهز مهداً أودعتْ روحي رجاء العمر فيهِ
ورحتُ أعلن للمدى ميلادنا
في ذلك اليوم العظيم
عانقتها فرأيت أطيافي على العقد النضيدْ
وقرأت تاريخي على إشراقة الثغر السعيدْ
ولمحت صورة طفلة كالنور
تطرق فجر يوم حالمٍ
في ثوب عيدْ
أصغيت أسمع صوتها تستعجل الحلوى
وتلقي كل جهدي جانباً
وتضج بالشكوى
وتسكب فوق قلبي من نعيم دلالها
أضعاف ما يقوى
فينعم بالعناء ويستزيدْ
عانقتها وسمعت في نبضاتها صوت المطرْ
لما تمد إليه كفيها وتلهج بالدعاءِ
بأحرف مكسورة جذلى
وشوق منهمرْ
لما يخالفها الهوى إذ ينتهي دوماً
وكان عليه أن يبقى
وكان عليّ كل نهاية أن أعتذرْ
عانقتها وهمستُ للحسن الأرق الأعذبِ
ها قد كبرتِ صغيرتي
وأتاكِ فارسك الأبي
ومضيتِ فوق ركائب الآمال
تستهدين أفلاك الهوى
ووقفتُ أقرأ ذكرياتي في ظلال الموكبِ