ألو ..
بيروت !
أنا
لم أزرْ بيروتَ حتى الآن
لكني
زرعتُ
ضفائري في نهرها
وجمعت
أصدافَ القصائدِ من ضفاف عيونها
وأنا
هنا في القِبلتينْ
أنا
كنتُ أسكنُ كل يوم حارةً فيها
وأقطفُ
زهرةً
وأعيشُ
قصة عاشقينْ
أنا
هِمتُ بالأرضِ التي أهدت لجبرانَ الهوى
ونثرت
فوق وسادتي منها
ترابَ
قصيدتينْ
أنا
مِتُّ من حمّى الحنينِ وعشتُ أشجانَ الوَتَرْ
وأفقتُ
جذلى كي أجمّع أغنياتِ الريحِ
من
شرفاتِ أيّامي
وأنفاسَ
المطرْ
وصعدتُ
فوق السطح مراتٍ ومراتٍ
أمدُّ
يديَّ حتى أجتني لحبيبِ فيروزَ القمرْ
أوّاه
يا بيروت لو تدرين ما تعنينه
للحبِّ
فينا
للعروبةِ
للسلامِ
وللكفاحْ
كم
هزّنا أن تألمي
وأقضَّ
مضجَعَنا تلقّيكِ الجراحَ
على
الجراحْ
نحن
اغترفنا العشقَ من عينيكِ
مذ غنَّتْ
(ألو بيروت) للدنيا (صباحْ)
واليومَ
.. يا لليومِ !!
ترجف
أمةٌ
تهتزُّ
شطآن وبيدْ
اليوم
ينزف ليلُ نجدٍ والحجازِ
وتُذبحان
من الوريدِ إلى الوريدْ
يا
للأسى !!
من شَجَّ
وجهَ مليحةِ الدنيا وحطَّم قلبها
من
هزَّ لبنان الكرامة غيلةً
من روَّع
الشعب العنيدْ