الاثنين، 25 أبريل 2011

الحياء في لحظات الوداع


الحياء في لحظات الوداع

تلمَّسَ من شعاعِ الشمسِ خيـــــطاً       رَمَتْهُ وراءَها عــــندَ الأصيـــــلِ
ليكتـــبَ في رداءِ الأفْقِ شيـــــــئاً       يذكِّرنـــا به بعدَ الرحيــــــــــــلِ
فقال وقد تقلــــَّــــــدَ سيــــفَ عزمٍ      فليسَ إلى رجـــــوعٍ من سبيـــلِ
مضى أهلي فضاقت بي حيـــــاتي     وطالت غربتي من بعد جيـــــلي
جفاني الناسُ حيث نزلــــــتُ فيهم     ولم يسعــــــــوا لإكرامِ النـــزيلِ
تمجُّ عيونـُـهم قســـــماتِ وجهــــي    وتنـــكرُ سالفَ العهدِ الجميـــــلِ
لقد أصبحتُ في الدنيا دخيـــــــــلاً     وشأنُ النــــاسِ إهمالُ الدخيــــلِ
فلا وجهاً مزجتُ به  رُوائـِـــــــي     وصُغْتُ جَمـــــالَه من سلسَبـيــلي
ولا عيــــناً سكبْـــــــتُ بها  شُعاعاً     ففاضَ سناهُ في الروضِ الأسيـلِ
ألم أكُ شــعبـــــــــــــــةً للدينِ دوماً    ألم أك قمّـــــــَةَ الخُلُقِ الفضــــيلِ
أليسَ اللهُ ستــــّـــــــارا ًحَيـــــــــِّــياً    ألم ينهــــجْ ذوو التقوى سبيـلـــي
ألسْتُ أنا الذي أغـضَتْ بفضلِــــــي    ملائكةٌ من الشــــــــــيخِ الجليـــلِ
ألم أجمع خصال الخير دهــــــــــراً   وأرفعْ رايـــــــةَ  الحســــنِ النبيلِ
فما لِي اليــــــومَ مطـــروحٌ أعاني    برودَ المــــوتِ في حزنِ الأصيلِ
ويرقصُ فوقَ أشـــــــــلائي سفورٌ     وتبتهـــــــجُ الرذيلةُ من عويــلــي
هُزمتُ فأُرسِلَتْ من كل صــــــوبٍ    سهامُ الغـــــــــدرِ للجسدِ الهــزيلِ
فلسْـــــتُ أرى ســـــوى أهلِ التثني    ذوي الإسفافِ والذوقِ العليــــــلِ
كساةٌ  كالعـــــــــراةِ يلــــــوذُ منهم     سليــــــمُ القلبِ بالطرفِ الكليـــــلِ
مساحيقٌ و قصــَّــاتٌ وركــــــــضٌ    وراءَ سَرابِ تقلـــــيدٍ وبيــــــــــلِ
يبـــــارون الــــــــنساءَ على المرايا    ويرتجفون من ذِكـــــرِ الصليـــلِ
مسوخٌ جُــــرِّدتْ من كل معنـــــــى    وحـــــادت في عتــــوٍّ عن سبيلي
وصـارَ العـــــــريُ ذوقاً عالمــــــياً    ونبذُ مبادئي مفـــهومُ جيـــــــــــلِ
وشقَّ على بني قومـــــــــــي عتابي   فليس لخاطري من مستمــــيـــــلِ
فقـالُـــــوا يا أخــَــا الأعرابِ عُذراً    جديرٌ أنت بالذكـــــــر الجميـــــلِ
ولكن أن تكـــــون لــنا سلــــــــوكاً    فضربٌ من ضــروبِ المستحيلِ
جمعْتُ فُتاتَ وَجْــــــهِي بعـــدَ يأسٍ    تملَّكني وســـرْتُ إلى سبيــــــلي
فنادانِي رَفيــــــــــقاي انْــتـــــظِرْنا    وقد وفيا على الأمـــــدِ الطويــلِ
وقالَ الخـــــــيرُ للإيمــانِ هيــــــــّا    فما بعدَ الفَجِيـــــــــعةِ من مقيـــلِ
فنحنُ ثلاثــــــــــــةٌ أصحــابُ عهْدٍ    حَفِظنـــَـــــاه رعيلاً عن رعيـــلِ
إذا ما رامَ واحــــــــــدُنا رَحِيــــــلاً   هَمَمْنَا دونَ لأْيٍ بالرحــــــــــــيل

الثلاثاء، 5 أبريل 2011

إلى ... سعادة




إلى ... سعادة
شاركيني في ترانيم صباحي  مثلما شاركتني شكوى جراحي
وارفلي في النور يا من طالما  لفها ديجور حزني ونواحي
كانت الركن الذي ما خانني    صارعت في جانبي هوج الرياح
جندت لي من حشاها حارساً   ما توانى عن سلاح دون ساحي
وأحاطتني بأهداب الرضا     نسجت من نور عينيها وشاحي
سافرت بي في فضاءات اسمها  حينما ضاقت سمائي عن صداحي
ملأت بالسلم روحي بينما   جرني الكون لساحات الكفاح
ساندت عودي وقد مادت به     لجة الأمواج في شتى النواحي
يا غيوثا جادني السعد بها      من سماءات أمانيّ الفساح
فاستحالت لي فيافيّ ربى    تنثر الحب على ثغر الرياح
أخت روحي غايتي من عالم الأصدقاء الرحب أمني مستراحي
هات عينيك فإني أشتهي    أن أرى أرجاء نفسي  باتضاح
وأرى الحسن على وجه المدى    ينشر النور ويهدي للفلاح
وأرى الخير يغطي كوننا          و له ألف جناح وجناح
ودعيني في ذرى أفلاكها     أعتلي للمجد أبراج النجاح
هات كفيك وقودي خطوتي    تعبت رجلاي من ساح لساح
واعبري بي في مهاوي حيرتي   طالما كنت سكوتي وصياحي
أخرجيني من ثنايا عالم     قد نحا في ذلتي كل المناحي
ما أراني فيه إلا طائرا    مغمض العينين مقصوص الجناح
هاك أوراقي التي سطرتها    من خطانا في متاهات الكفاح
كنت قد أودعتها أيامنا     من رواح لغدو لرواح
فإذا لم يمهل الوقت إذا     أذن العمر بإطلاق السراح
فاقرئيها وابعثي لي بسمة    واتبعي زلات فكري بالسماح
واذكري أنا كتبناها معاً      و ملأناها بجد ومزاح
وازدرينا تارة أسقامنا     وبكينا حظنا ذات جراح
وتألمنا وأملنا معاً      واشتركنا في عبوس وانشراح
واقتسمنا جرعة الصبر رضا    و حسونا من ينابيع القراح
هاك إياها فقد أتممتها     أشعر الآن بزهو وارتياح
رتبيها واتركيها بعدنا     تلهم الإخوان أسباب الصلاح
يقرأ الأصحاب فيها أنما    عدة الدنيا صديق كالسلاح
أن خير الحب حب يرتقي     في جلال الله أدراج الفلاح
ترتجى أفياؤه إذ يجأر الناس من كرب وذل وافتضاح
يعتلي الناجون فيه منبراً       أشرقت أنواره فوق النواحي
واسعدي الآن فما زلنا هنا        ننشد الكون ترانيم الصباح