إلى ... سعادة
شاركيني في ترانيم صباحي مثلما شاركتني شكوى جراحي
وارفلي في النور يا من طالما لفها ديجور حزني ونواحي
كانت الركن الذي ما خانني صارعت في جانبي هوج الرياح
جندت لي من حشاها حارساً ما توانى عن سلاح دون ساحي
وأحاطتني بأهداب الرضا نسجت من نور عينيها وشاحي
سافرت بي في فضاءات اسمها حينما ضاقت سمائي عن صداحي
ملأت بالسلم روحي بينما جرني الكون لساحات الكفاح
ساندت عودي وقد مادت به لجة الأمواج في شتى النواحي
يا غيوثا جادني السعد بها من سماءات أمانيّ الفساح
فاستحالت لي فيافيّ ربى تنثر الحب على ثغر الرياح
أخت روحي غايتي من عالم الأصدقاء الرحب أمني مستراحي
هات عينيك فإني أشتهي أن أرى أرجاء نفسي باتضاح
وأرى الحسن على وجه المدى ينشر النور ويهدي للفلاح
وأرى الخير يغطي كوننا و له ألف جناح وجناح
ودعيني في ذرى أفلاكها أعتلي للمجد أبراج النجاح
هات كفيك وقودي خطوتي تعبت رجلاي من ساح لساح
واعبري بي في مهاوي حيرتي طالما كنت سكوتي وصياحي
أخرجيني من ثنايا عالم قد نحا في ذلتي كل المناحي
ما أراني فيه إلا طائرا مغمض العينين مقصوص الجناح
هاك أوراقي التي سطرتها من خطانا في متاهات الكفاح
كنت قد أودعتها أيامنا من رواح لغدو لرواح
فإذا لم يمهل الوقت إذا أذن العمر بإطلاق السراح
فاقرئيها وابعثي لي بسمة واتبعي زلات فكري بالسماح
واذكري أنا كتبناها معاً و ملأناها بجد ومزاح
وازدرينا تارة أسقامنا وبكينا حظنا ذات جراح
وتألمنا وأملنا معاً واشتركنا في عبوس وانشراح
واقتسمنا جرعة الصبر رضا و حسونا من ينابيع القراح
هاك إياها فقد أتممتها أشعر الآن بزهو وارتياح
رتبيها واتركيها بعدنا تلهم الإخوان أسباب الصلاح
يقرأ الأصحاب فيها أنما عدة الدنيا صديق كالسلاح
أن خير الحب حب يرتقي في جلال الله أدراج الفلاح
ترتجى أفياؤه إذ يجأر الناس من كرب وذل وافتضاح
يعتلي الناجون فيه منبراً أشرقت أنواره فوق النواحي
واسعدي الآن فما زلنا هنا ننشد الكون ترانيم الصباح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق