الثلاثاء، 14 يونيو 2011

حاديات النور



   

ألقيت في حفل تكريم المتقاعدات في وزارة التربية والتعليم بالمدينة المنورة

ها نحنُ فوقَ منصــــةِ العرفـانِ
في محفلٍ للعلمِ والإيمــــــــــانِ

حيثُ المنــــابرُ تزدهي بمقامِـها
حيثُ الهدى والمجدُ يلتقيـــــــانِ

بحضورِ ملهمةِ المساءِ شجونَــهُ
في ليلة قدسيـــــة الألــــــــوانِ

للعلمِ فيها أن يجـــــــــــرَّ إزارَهُ
مع خيرِ حاضرةٍ بخيرِ مكــــانِ

من حازت الفضلَ المؤثّلَ خالصاً
من أكرمِ الآبــــــــاءِ والإخوانِ

أهلِ العزائـــــمِ والفضائلِ والتقى
من أسرجوا للعلمِ كلَّ حِصـــانِ

نهـــدي إليهم حبَّـــــــــنا وولاءنا
لحنــــــــــــــاً نرددهُ بكـلِّ أوانِ

وأيادِ شكرٍ بالدعــــــــــــاءِ نمدُّها
بدوامِ تأييــــــدٍ على السلطــــانِ

ومثوبــــــــــةٍ من ماجدٍ من شأنهِ
أن يجزي الإحسانَ بالإحســــانِ

ونصوغَ آيات الثناءِ مضيـــــــئة
منظومةً من أحـرفٍ ومعـــــانِ

ونزفُها في مدحكـــنَّ قصـــــائدا
تُتلى على خجلٍ من النقصـــانِ

ما كان أوفـــــــاكنَّ كلَّ ثنائـــــهِ
لو كان للتعليــــمِ ألفُ لســـــانِ

في شكرِكنَّ تحــارُ ألسنةُ الرضـا
ويكِلُّ طرفُ الشكرِ والعرفـــانِ

أنتنَّ فـــخــرٌ للثناءِ وقمـــــــــــةٌ
شماءَ فوقَ الوصفِ والتبيــــــانِ

حزتُنَّ بالتعليـــــمِ خيــــرَ مكــانةٍ
من فيـضِ فضلِ الواهبِ المنانِ

يا حاديات النورِ في ركبِ الهدى
أنتنَّ عن كيــــــلِ المديحِ غــوانِ

أهدتْ إليكن المناهلُ نشـــــــرَها
ذكراً يضــوع شذاه في الأكـوان

فلقد حملتُنَّ الرســــالةَ بـــــــذرةً
قد عزَّ حاملُــــــها بكلِّ زمــــانِ

صنتنَّها عبرَ السنيــــــن فأينعتْ
لتظللَ الجـــــــوزاءَ بالأفنـــــانِ

شكراً لكنَّ مع الصبـــاحات التي
يا طالما شهدتْ خطى الإحسـانِ

شكراً لكنَّ مع النسائــــــمِ تغتدي
و بها إلى ردِّ الجميلِ أمــــــــانِ

شكراً لكنَّ مع البصـــائرِ تهتدي
في كلِّ سانحـــةٍ إلى ميـــــــــدانِ

فلقد أضأتنَّ الدروبَ لنشئِنــــــــا
في حُلكةِ الإسفافِ والهذيـــــــانِ

عشتنَّ في وجهِ الظلامِ مشـاعلا
في همــةٍ تعلو بغيــــــرِ تــــوانِ

كنتنَّ للخلقِ العظيمِ منـــــــــائرا
والجهلُ يغزو الكونَ كالطـــوفانِ

شِدتنَّ للوطنِ الشريــــفِ دعائما
فسما عظيماً ثابتَ الأركـــــــانِ

سرتنَّ في التهذيبِ خيرَ مسيــرةٍ
فليهنكنَّ تبتُّلُ الحيتــــــــــــــــانِ

كانت سِجِّلاً من صحائفِ رفـعةٍ
نقشتْ معانيــــها يدُ الإتقـــــــانِ

كانت نتاجَ تجاربٍ ومواقــــــفٍ
مزجت كؤوسَ السعدِ بالأحزانِ

كلُّ التفاصيلِ الصغيرةِ أصبحتْ
ذكرى تهزُّ مشاعرَ الســــــلوانِ

ومضتْ سريعاً وانمحتْ آثارُها
وكأنها في العمرِ بعضُ ثــــوانِ

مرتْ بكلِ صفائِها وعنائِــــــــها
كحكايـــــــــةٍ في دفترِ الوجدانِ

مرتْ كطيفٍ من خيالٍ عــــــابرٍ
وستنطوي في جعبةِ النسيـــــانِ

وسترتحلنَ اليومَ مثلَ سحائـــــبٍ
صبَّتْ غيوثَ الخيرِ والإيمـــانِ

ثم اعتلَتْ عرشَ الفخارِ وأطرقتْ
لترى ربيعَ عطائــِـــــها الفينانِ

ستظلُّ تذكرُكنَّ كلُّ فضيـــــــــلةٍ
و لمجدِكنَّ يشيـرُ كلُّ بنــــــــــانِ

ما قدَّرَ الرحمنُ في عليــــــــــائِهِ
أن يمتطي قلمٌ عنـــــانَ بيـــــــان















                        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق