وطنٌ من الأيام آواني وعلى صروف الدهر قوّاني
وأحلني شرفاً سموت به وهدىً
أقمت عليه أركاني
جلت الذرى والكون مرتقب
لخطاي من قاصٍ و من دان
وسكنته والأمن يسكنني ونسائم الرحمات تغشاني
والأمر في الأمصار مضطرب والأرض
في أكناف طوفان
والناس تغشاهم دجى فتن ويلفُّهم إعصار طغيان
والخوف يعجن خبزهم أبداً وشرابهم بحر الدم القاني
وسفائن الآمال تحملني ومواكب الخيرات ترعاني
في شامخٍ سلمته أملي فرفلت في أمني وإيماني
وعلى مداه وقفت ساريتي ليضم أفراحي وأحزاني
ووهبته قلبي على خجل وقصائدي وجميل ألحاني
وعلى ثراه سجدت شاكرة ومددت للجوزاء أفناني
يا صرح عزٍ قد حظيت به من ذي
الجلال يفوق تبياني
أحللته روحي
متيمةً ونثرت في الآفاق أشجاني
وفديته ويداي قاصرة بجميع ما قد كان أعطاني
يا ليت لي في الشعر متسعاً لأصوغ ما تمليه أحضاني
أو ريشةً في القلب أغمسها فتصب عشقي بين ألواني
لكن عذري أنني بشر وبيان قدرك فوق إمكاني
و هواك أفق لا أحيط به ومدىً
تضيق عليه شطآني
لكنني للفضل عارفة ما عشت إن
يكفيك عرفاني
سأظل أحمل راية سمقت تتلو
عليّ شعار إيماني
في يومك الميمون أرفعها لتظل
في عز وسلطان
و أزف تهنئة أحمِّلُها ما قيل
من حب لأوطان
لولاة أمرٍ قد أحاط بهم حب
يعانق كل وجدان
أيديهم البيضاء ماثلة في ألف
ميدان وميدان
جمْعُ المحاسن دأبهم كرماً والحكم عن شرع وقرآن
يا رب كن عوناً لهم أبداً وابسط لهم آفاق رضوان
واحفظ لنا في ظلهم وطناً هم
فخره في كل إبان
وطناً له من أهله شرف أو ليس
منهم خير عدنان
فلكم علا التاريخَ كاتبُه وتشرفت أرضٌ بسكان