إليك...أمي
أ شريكتي في الهم والأمل ما زلت في شكواي فاحتملي
أنت التي استوعبتني سلفا مذ كان حقل صباي معتقلي
مذ كان وجه الحلم
ممتزجاً بالخوف بين دفاتري الأوَلِ
ويداك تكتنفان رعشته والتيه
في الأعماق والمقل
وزماننا المكلوم يرمقنا
مستغرقاً في اليتم والثكل
هل تذكرين الفجر يطرقنا متلفعاً بعباءة الطَفَلِ
وخطاك تلهث في غياهبه يصغي
السكون لوقعها الوجلِ
والعجز في عينيك مشتعل والناس
من لاهٍ ومنشغلِ
فتسارقين عيونهم أملاً
والكبرياء تئن من ثقلِ
وأنا بذيل الثوب لائذة يخفي
شجون براءتي خجلي
هل تذكرين أنين شرفتنا والليل يرقب هجعة الرسلِ
واللحن في شفتيك منكسر في
أغنيات الحزن والمللِ
آهاته خلف الظلام أسى عمرٍ
من الآلام متصلِ
وأنا أعيد صداه ضاحكة
فتباركين بمسحةٍ جَذَلي
فأنام بين يديك يدفؤني نبض
الرضا وحرارة القبلِ
هل تذكرين هدير أسئلتي عن
قامة في الريح لم تملِ
عن آهة أخفيتِ وجهتها عن دمعة
سالت و لم تسلِ
عن سجدة لا تملكين سوى أن
تغرقي فيها وتبتهلي
أدركتُ معنى الهمهمات بها لما
تكانف غربتي زللي
ولمستُ حرقة ما تناثر من شِعرٍ
على الطرقات مرتَجلِ
أو ما تمزق من ستار رضا فوق التهاب الجرح منسدلِ
يأتي المساء الآن مختنقاً والحلم والأوجاع في جدلِ
كبرت خطاي وما أزال على جسرٍ من الأوهام مشتعلِ
خبأتُ في جمراته أملاً واليأس
يصرخ فيّ لن تصلي
أنا لست مثلك كي أعانده وأسير
فوق حرائق الشلل
ماذا لدي من العتاد سوى أشلاء
حلم غير مكتمل !
أو ذكريات مرارة علقت بفمي من
التنهيد والزجل
أتراك إذ علمتني أمداً
تستغربين الآن من فشلي ؟
أمي تغير لون أسئلتي والحيرة
الهوجاء لم تزلِ
و كبرتُ رغم إرادتي ألماً رث
العروق مهلهل الحُللِ
قلبي الذي تدرين وجهته منذ
اخضرار الحلم في الأزلِ
غرفاته السئمات تنزف من وجع
على الأيام محتفلِ
مازال يرقب وهج أمنية زارته
ذات أسىً على عجلِ
نسي الطريقُ بها مواجعه والأغنيات وبائع المللِ
أمي سأغلق باب ذاكرتي فانسي تفاصيلي
أو افتعلي
أو فاقرئي كفيّ واختلقي من
أجلنا شيئاً من الدجلِ
ولسوف أمحو كي أصدقه كذب
المدى بدفاتر الأملِ