الاثنين، 28 يناير 2013

غيثٌ هنيءٌ يا طيبة


                            غيثٌ هنيءٌ يا طيبة

تعانقتْ في راحتيكِ السّحْبُ والخمائلُ
غنى المساء للهوى وماست السنابلُ
واستعطفتك الريح وانهالت لك الرسائلُ
 والبرق في عينيك قد ماجت على مرآته النقاطُ والفواصلُ

هيا ابسمي للغيث يا ذات الضياء السرمدي
يا طيبة الحسناء غناكِ الهوى فرددي
تأملي أشواق أنهار السنا للمسجدِ
في لوحةٍ ما لامست إهابها أناملُ

لليل يا عرس الزمان فيكِ ألف أمنيةْ
على ثغور العاشقين والربى والأوديةْ
في هسهسات الدمع في النجوى وهمس الأدعيةْ   
في النور تزجيه على كف الثرى جداولُ

لا تخلدي للنوم لم تُطفأ قناديل السهرْ
ما زال في عين السماء وابلٌ لم ينهمرْ
ولم تزل في جعبة البدر الموشّى بالهوى أحلى الصورْ
فدندني لحن السكون وارقبي وجه السحرْ 
قد تكملُ الأسحار ما استهلتِ الأصائلُ

الخميس، 17 يناير 2013

صباح الخير


صباح الخير
فجرٌ تبدّى في تمام العاشرة
في هالةٍ بيضاء حول نغمة مغامرة
في روحه حلمٌ صباحيُّ الخطى ملوّنُ
وعازف من خلفه ثغرُ المدى يدندنُ
في كفه بعض من الحلوى وفي أهدابه جريدةْ      
أنباؤها سعيدةٌ سعيدةٌ سعيدةْ
ألقى على نافذتي تحية وأغنيةْ
وجنة تمد أغصان الندى والعطر بين الأغطيةْ
ترتاحُ في طياتها في بيت شعرٍ أو بقايا خاطرة

الجمعة، 4 يناير 2013

إليك ..أمي



إليك...أمي
أ شريكتي في الهم والأمل ما زلت في شكواي فاحتملي
أنت التي استوعبتني سلفا مذ كان حقل صباي معتقلي
 مذ كان وجه الحلم ممتزجاً   بالخوف بين دفاتري الأوَلِ
ويداك تكتنفان رعشته    والتيه في الأعماق والمقل
وزماننا المكلوم يرمقنا    مستغرقاً في اليتم والثكل

هل تذكرين الفجر يطرقنا متلفعاً بعباءة الطَفَلِ
وخطاك تلهث في غياهبه   يصغي السكون لوقعها الوجلِ
والعجز في عينيك مشتعل  والناس من لاهٍ ومنشغلِ
فتسارقين عيونهم أملاً  والكبرياء تئن من ثقلِ
وأنا بذيل الثوب لائذة   يخفي شجون براءتي خجلي

هل تذكرين أنين شرفتنا    والليل يرقب هجعة الرسلِ
واللحن في شفتيك منكسر   في أغنيات الحزن والمللِ
آهاته خلف الظلام أسى   عمرٍ من الآلام متصلِ
وأنا أعيد صداه ضاحكة    فتباركين بمسحةٍ جَذَلي
فأنام بين يديك يدفؤني  نبض الرضا وحرارة القبلِ

هل تذكرين هدير أسئلتي  عن قامة في الريح لم تملِ
عن آهة أخفيتِ وجهتها  عن دمعة سالت و لم تسلِ
عن سجدة لا تملكين سوى  أن تغرقي فيها وتبتهلي
أدركتُ معنى الهمهمات بها  لما تكانف غربتي زللي
ولمستُ حرقة ما تناثر من  شِعرٍ على الطرقات مرتَجلِ
 أو ما تمزق من ستار رضا   فوق التهاب الجرح منسدلِ  

يأتي المساء الآن مختنقاً    والحلم والأوجاع في جدلِ
كبرت خطاي وما أزال على جسرٍ من الأوهام مشتعلِ
خبأتُ في جمراته أملاً  واليأس يصرخ فيّ لن تصلي
أنا لست مثلك كي أعانده  وأسير فوق حرائق الشلل
ماذا لدي من العتاد سوى   أشلاء حلم غير مكتمل !
أو ذكريات مرارة علقت  بفمي من التنهيد والزجل
أتراك إذ علمتني أمداً  تستغربين الآن من فشلي ؟

أمي تغير لون أسئلتي   والحيرة الهوجاء لم تزلِ
و كبرتُ رغم إرادتي ألماً  رث العروق مهلهل الحُللِ
قلبي الذي تدرين وجهته  منذ اخضرار الحلم في الأزلِ
غرفاته السئمات تنزف من  وجع على الأيام محتفلِ
مازال يرقب وهج أمنية   زارته ذات أسىً على عجلِ
نسي الطريقُ بها مواجعه والأغنيات وبائع المللِ

أمي سأغلق باب ذاكرتي   فانسي تفاصيلي أو افتعلي
أو فاقرئي كفيّ واختلقي   من أجلنا شيئاً من الدجلِ
ولسوف أمحو كي أصدقه   كذب المدى بدفاتر الأملِ