الثلاثاء، 7 مايو 2013

يا بحر

ـــــــــــــــــ
وطرقت ليل هواك ذات إياب فلقد نسيتُ بمقلتيك كتابي
ونسيتُ عندك بعض أسراري فهل أفشيتها للموج بعد غيابي
ونسيتُ وجهي في غروبك عندما كسّرتَ والشفقُ الأسيفُ حرابي
فرأيتَ فيّ ملامحاً خبأتُها وقرأتَ سِفْري من وراء حجابي
وقرأتَ حزني من نقوش أناملي وسمعت نبضي من رفيف ثيابي
وحملتني يا بحر خارج كوكبي فعلقتُ بين حقيقتي وسرابي
ومضيتُ عنك بلا وداع والرؤى سكرى وسوط الأمس في أعقابي
ونسيتُ أغنية تَردَدَ لحنُها بيني وبين الموج والأحباب
ولقد أتيتُ الآن إذ ناديتَني وسألتَني ثم انتظرتَ جوابي
وفتحتَ قلبك لي وفيه مواجع من لهفة أو جفوة وغياب
وجعلتَ تُسمعني المحار مردداً همساتنا في قلبك الصخاب
فعجبتُ كيف تجيد أشعار الهوى وعلى ضفافك هدأة المحراب
وتحلقُ الآمال حولك والأسى يرسو بوجهك فوق كل عباب
فسكبتَ بين يديّ أسرار المدى وتركتني يا بحر لاستغرابي
ذكّرتَني الآمال ماجت بيننا وكشفت لي عن وجهها الكذاب
وحملتَني في موكب الذكرى الذي يا طالما علقتْ به أهدابي
وأخذتني في موجة محمومة فرست بشطآن الحنين ركابي
كم كنت أشبهك انشراحاً للمنى من قبل أن يقف الغروب ببابي
والآن جئتُ وفي خطاي تثاقل فلقد أضعت مع السنين رغابي
قد كنت حائرة تقاتل شقوتي أملي ويقطع هدأتي إرهابي
أما وقد حيا الخريف فإنني ما عاد يرهق مقلتيّ ضبابي
فأتيتُ أهديك الغرام وأنثني يا بحر في عينيك حيث شبابي
بفؤاد شاعرةٍ تعودتِ الأسى وخيالِ أنثى خلف ألف إهاب
عصفتْ برقتها الرياح وسُعرتْ بين الجوانح ثورةُ الكتّاب
قلمي ينوح من المرارة هازئاً والموج يدعو البوح للإسهاب
قد مل صوت الحبر يقطر صامتاً ومللتُ تأتأتي لوصف عذابي
وأنا التي قد كنت أَعجب دائماً من جبن قلب العاشق الهياب
سأقول ما أخفيتُه عن خاطري وسترتُ في عينيّ عن أهدابي
فانشرْ حكايتنا وغنِّ هيامنا ما عدتُ أخشى سطوة الحُجّاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق