أحبك ربي
أي زلزال تمطى في سراديب وجودي
هز جثماني ودوّى كاسراً صخر برودي
أي صحوٍ أو خدارٍ حرك الآسن مني
فجر البركان في القلب الوديع المطمئن
ثم ألقى حمم الثورة والإرجاف في قيعان ذهني
أي أيدٍ كشفت عن زيف أعماقي قناعي
فتحت صومعتي في وجه خوفي و ضياعي
كتبت فصلاً جديداً في صراعي
فإذا دنياي كذبة
وسكوني في ضجيج التيه غربة
وإذا عمري ضياع بين تضليل وحدس
وغدي شرخ على مرآة أمسي
ومفاهيمي شتات بين إثبات وطمس
واختلاط ضيعت خارطتي فيه حدودي
آه كم أنهكني لبس المقاصد
كم تناءت بي عن الأمن الشوارد
كنت أحتاج لمصباح ومارد
كنت أحتاج إلى معجزة تطرق بابي
قوة تنشلني من حفرة العجز وأوحال التغابي
صعقةٍ تمحو أساطيري وأسطولٍ يجاهد
عندما أوشكت أن أصلب أفكاري وأقتص لعقلي
أُطلِقَ الصرخة تذكي ثورة من غير حولِ
مدت الرحمة في معترك التهويم أفقاً للتجلي
وسرت في الروح رعدة
وشعاعٌ كلما أبعد مينائي تراءى كي يرده
فج صدري ومحا ما فيه من روع وكربِ
أوقف القصف الذي دمرني أوقف حربي
لم يكن ذاك الذي جمع أشلائي سوى حبي لربي
وحده الحب الذي ثبتني بعد دواري بين تقويم وميل
أنقذتني سجدة من تيه عمري
إذ ترامى وهجها فاقتادني تلقاء فجري
لم أكن فيها على الأرض ولا تحت السماء
كنت في برزخ طهر بين أرواح التقاة الأصفياء
حيث نهر الخير في عليائه الفيحاء يسري
ينبت الهدأة في صخب جنوني
يرسل الروح لتابوت يقيني
ساكباً نور المجرات بصدري
كم أحب الله في نور الكتاب
ذلك النور الذي يغزل جسمي بالسحاب
حينما يفتح في عينيّ أبعاد الوطن
يرسل السلوى إلى دوامتي عبر الزمن
فأرى هاجر والبيت المحرمْ
أسمع الآمال في محراب مريمْ
أرقب العون الذي قد جاء يسعى لابنة الشيخ المكرمْ
فأناجيه بروحي ومعانٍ باسقات تتنامى في إهابي
كم أحب الله في جوف الليالي
حينما يبصر في إطباق جفنيّ انفعالي
حينما يدرك صمتي ومقالي
فإذا قمت إلى آفاقه الأسنى أصلّي
والهدى يكنف أوصالي ويمتد لظلي
تتوارى في ذرى الإجلال روحي
تستحي من ذلة الإحباط من ضعف الطموح
فأرى أبهة الملك يميني وشمالي
وأراني أتحاشانى وأمضي لا أبالي
كم أحب الله في آثار دعوة
غادرت جنبيّ في أتّون صحوة
عبّرت للغيم عن وجهي الأرقِ
وحدت غربي وشرقي
تمتمت عبر شفاه الليل بالمكنون من ضعفي وصدقي
لمعت في عالم الغيب المرجّى كشرارة
ثم وافتني سريعاً بالبشارة
كم أحب الله في إعجاز أحمد
عابد في غاره يومئ للدنيا فتسجد
جنة مزهوة في طيبة الغراء ترقد
كلما أبلغه الروح صلاتي
ردني الحب لأدراج الحياة
واطمأنت خطوتي تحدو ثباتي
فهي في أفق الجلال الحر تصعد
كم أحب الله في آلائه التترى عليّْ
نعمة النسيان والتصعيد واللطف الخفي
نعمة العقل الذي طوع لي كل عصي
في انبلاج الحق من بين ظنوني
في حمىً مكتنفٍ روحي وحادٍ ليقيني
يتولى مبهماتي كلما أوشكت شعواؤها أن تحتويني
في رضا يسكن أرجائي فألقى كل ما ضيعته مني لدي