السبت، 1 يونيو 2013

رؤيا

 رؤيا
      تركت الليل مبهوراً ورائي وأسرجت الأماني في فضائي 
 وجاوزني إلى الآفاق قلبي     وقد جُردت من نعمي ولائي
 رأيتُك يا حبيبُ بكل وجدي  تُناوِلُني الكرامة في إناءِ 
رأيتُ وقد مددتَ يديك نحوي   كأن النور ينبع من ردائي
 كأني والسنا ينثال مني   حويتُ جميع أجرام الضياء
        
         شعرت كأن للفردوس روحاً   تمدُّ إليّ أجنحة الهناء
وأقداحُ النعيم تهز قلباً   يجوب الكون من تحت الغطاء  
وتهمس قفْ فإني لست أقوى فيخبو في ارتعاشاتي ندائي
تمهلْ لاتفقْ فالنوم عمر  من الآمال أبصره إزائي
مر النبضات فلتهدأ فإني أكاد أذوب من رهب الجلاء   
لعل الصحو ينساني لأحيا  قليلاً في تفاصيل ارتقائي
      
      أحقاً قد رأيت رسول ربي   نفذت إليه من طيني ومائي
      أحقاً زار طيفي الآن داراً  دعت للأرض زوار السماء
   صعدت إلى رحاب الخلد أحظى بسقيا الحب في سجل الرجاء
وسافر في ربى الحجرات قلبي  إلى كون عن الأكوان ناء

أفقت وما أفاق الحلم مني  ولم يتوار عن عيني إنائي  
ولم يبرح وجيف الهول روحي  ولم أنزل بقلبي عن سمائي
أفقتُ كأن بين يديّ ملكاً  تضاءل في قداسته ولائي
طوى لي طائفُ الأرواح ليلاً  عوالمَه ببدءٍ وانتهاء 
فعدت إلى جذوري ثم ذابت تواريخي وعرقي وانتمائي  

وقفت هناك واستحضرت همي  معاناتي وعجزي و اهترائي
 و قهراً راسباً يقتات مني  وينهل من ضجيجي و انطفائي  
أيا عون القوارير انكسرنا صرخت بها تجلجل في خبائي   
وسالت دمعة وازداد رجف  لفرط أسى وإحساس احتواء  
نثرتُ على خيال الحُلم عقدي  فصولَ أساي من ألفٍ لياءِ
ورحتُ أعيد مأساتي وأهذي  وحمّى البوح تغلي في دمائي
أجسد في الشخوص صدىً لسردي    كأني صرت نائبة النساء  

بكيت لديه من لأواء عمري    ورحت أعيد من شوقي بكائي
وأسكب حول أخيلتي دموعي  وتسكبني دموعي في خوائي 

فأيقظني الخيال على فراغ  فليس سوى بقايا نبضِ راء
 وقلبٍ معشبٍ من غيث رؤيا   أتته وقد قضى لولا دعائي    

 وصورةِ طاهرٍ سمح المحيا  وأشواقٍ على أمل اللقاء     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق