لو تكلم الخوف
!!
لو سئل الخوف أيعرفني
لتكلم مختالاً عني
وأقرّ بأن ملامحه قد
أخذت صورتها مني
وتفنن في تصوير
تفاصيلي وحكايا آلامي
ولقال هي الوجه
الثاني مني هي جذوة إلهامي
أعرفها منذ أتت للكون
مع الأحزان
وأنا للمهد الواهي
الغض فم ويدان
لو سئل أقاسمني لهوي
دون الأطفال
لافتتح دفاتر ذاكرتي
واتكأ وقال :
كم كنت أنام على
خصلات ظفائرها
أنثر أحلامي في طيات
خواطرها
وقبعت لها خلف الأبواب
في الظل وطيات
الأعتاب
وظللت أقاسمها الحلوى
وأمد ظلالي كي تتعثر
بالشكوى
كي أجعل ذاك القلب لأشباحي
مأوى
كم كنت ألوّن صبح
براءتها بالموت
أطفو في كل خيال أو
طيف أو صوت
أشحذ سكيني فوق
أناملها الزرقاء
أنثر أحداقاً ومرايا ترمقها من كل الأنحاء
لكم اندسيت لعينيها
في ثوب الليل
وكم ارتحت على جفنيها
أنذر بالويل
وتقمصت الأرواح لها
خلف الطرقات
وتراقصت على شرفتها
مرتديا أطياف الأموات
وضحكت كثيرا من رعشة
شفتيها في نبض الكلمات
أتذكر كم عبئت كؤوسي
من دمها
وسكبت رؤاي على فمها
صفقت لألحاني وصداها
يملأ كل عوالمها
وسكنت سنين أمانيها
من غدها حتى ماضيها
أحكمت عليها أصفادي
تابعت تلاوة أورادي
ودققت لها من حيث
اتجهت أودتادي
كم كنت أراها خلف قناع الزيف تصارع بشجاعة
لتصد سهامي عن قلبٍ
في الظل يداري أوجاعه
يعصيني ثانية ويواليني
ساعة
أعرفها مذ صحبتني في
أسمال اليتم
مذ ظنت أن تنفسها في
الدنيا جرم
منذ أقامت دنيانا
أعياداً تحيي ميلاد الظلم