الاثنين، 12 أغسطس 2013

البياض القاتم


                                     البياض القاتم
للشَّعر الأبيض والإلهام سجال من أزل الهذيان   
أوراقٌ غضبى تحكي عن خبث الألوان        
عن شبحٍ يستدعي للماضي طيف الغدْ 
خطٍ مرئي بين الهزل وبين الجِدْ  
موجٍ يجتاح عناق العمر الغافي والنسيان   

يخفى في صدر بشاشته حقدٌ دفاق       
تدوي ضحكته إذ تذوي كل الأوراق       
ويروح صداها أو يغدو
وعداً يرتاع له الوعد  
فيفيق القلب الجامح والحلم المأفون

يا هذا الفجرُ الكاسفُ من علمك البوحْ
من أغرى فيك الشر ومن لقنك النوحْ 
من سرّب فوضاك الملتاثة للغفواتْ    
من أخبر منجلك المجنونَ بوقت حصاد الأمنياتْ   
من أغرى الغربة أن تتهامى حيث تكونْ  

يا سارق أوتار العينين و ناي القلبْ     
هلا استخفيت قليلا عن أحداق الحبْ
أرجوك امنحني أمنيةً واكذب فالكذبُ مباح في ساحات الحربْ  
اكذب فشجونك عاقلة العيش جنون

أنهكتَ الحلم الواعد يا مرسال الأمسْ
وجعلت الصخب القادم زوبعة في كأسْ
ماذا عن خططي اللامنتهيةِ للأيامْ ؟
ماذا عن سلسلةٍ للأحرف والأرقامْ
و تصاريحِ غدٍ ورديٍّ ما زالت تنتظر الأختامْ 
ووعودٍ آجلةٍ بالفرح اللامرهونْ

ماذا عن قلب لا يعرف سن الأولادْ
نبضاتٍ أيقظها إعصار وافاها بعد الميعادْ
لا تهتم لرأي المرآة ولا تتقيد بالأبعادْ     
وضلوعٍ قضّتْ مضجعَها أجراس العيدْ
فأفاقت جذلى يملؤها شوقٌ للبهجة والتغريدْ
وانتفضت تلفظ تمثالاً حياً لفدائيٍ مسجونْ

يا أولَ ألوان خريفي يا راعي الجدبْ
أحترم صمودَك رغم الحربْ
وعنادَك رغم رجاء الحبْ
إصرارَك أن تعلن للدنيا أنك جئتْ   
أنك إقرار فوق الدهشة فوق الصمتْ
أحترم وجودك لكني أطلب من فضلك بعض الوقتْ

فخطاي مبعثرة جداً وعليّ لماضي العمر ديونْ                                                                                                                                           

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق