بلقع
ــــــــــــ
سألتْني : ما معنى بلقع ؟
عرضَتْ في درس الإنشاء مفسرة لكن لم أقنعْ
فالكلمة واسعة جداً وإهابي في اللغة مرقعْ
سكتت ترقبني حتى أفتح أرشيفي
وأحير جواباً يقنعها من ذاكرتي أو تأليفي
وأنا أفكارٌ تترامى وشتات خواء لا يُجمعْ
قلت : البلقع يا سائلتي ؛ قلب غادره الأحبابُ
كان لهم وطنا فأقاموا ثم اصطحبوا النبض وغابوا
فصحا تصطك مواجعه ويهمهم فيه الأغرابُ
وارتعشت في فمه الذكرى
تترنح ذاهلة سكرى
والأنة تقتلها الأخرى
وفراغٌ في حجم الدنيا وبقايا آمال تنزعْ
والبلقع عين جافاها الدمع وملت منها الصورُ
لم يطرق ليل متاهتها الخاوي لا النوم ولا السهرُ
سقطت فيها الشمس تباري شفقاً بالغربة يأتزرُ
طار النورس عن شاطئها وانكسرت أمواج الشجنِ
هاجر عنها لون الفجر ليغفو فوق بقايا السفنِ
لم يبق بمرساها إلا أملٌ مهزوم يتسكعْ
والبلقع حلم وردي يقبع خلف جدار الدنيا
في جعبته رحلة عمر صار مع الغربة منسيا
في عينيه ربيع واهٍ تسحقه الخيبة يوميا
جنته الفيحاء رماد منثور في كف اليأس
غده أشلاء متاهات تتشقق في وجه الأمس
يتراقص فوق الأحزان ويخبو تحت رذاذ اليأس
أقسى البلقع يا سائلتي حلم يحلم أن يتصدعْ
والبلقع صدر تحرقه آهٌ لا يرتد صداها
فتطوف الأشجانَ تنادي ألماً يتقاسم شكواها
وتعود إليه وما معها غير تراتيل زواياها
ترمقه قوساً مجروحاً تتلوى فيه الأوتار
تذوي الآمال بوحشته تتلعثم فيه الأشعار
يرميها كرة من لهب فتعود جحيما يتضرع
والبلقع يا أنتِ فضاءٌ خاوٍ تجفوه نواحيه
وخريفٌ يمتد فصولاً وشتاء الفقد يناديه
هو نبضٌ ريان يذوي لا نهتمُ لمن نهديه
هو ليلٌ كالموت مسجّى أبداً لم يطرقه صباح
يعتمر البرد مفاصله تتململ فيه الأرواح
وهو يدٌ لم تخفق يوماً من نظرة عين تهواها
قدمٌ لم تتعثر شوقاً لم تسبق للحلم خطاها
ذاك البلقع يا سائلتي ، هل وافى الكلمة معناها ؟
قالت والحيرة تغرقها : صارت أوسع ! صارت أوسع !!
ــــــــــــ
سألتْني : ما معنى بلقع ؟
عرضَتْ في درس الإنشاء مفسرة لكن لم أقنعْ
فالكلمة واسعة جداً وإهابي في اللغة مرقعْ
سكتت ترقبني حتى أفتح أرشيفي
وأحير جواباً يقنعها من ذاكرتي أو تأليفي
وأنا أفكارٌ تترامى وشتات خواء لا يُجمعْ
قلت : البلقع يا سائلتي ؛ قلب غادره الأحبابُ
كان لهم وطنا فأقاموا ثم اصطحبوا النبض وغابوا
فصحا تصطك مواجعه ويهمهم فيه الأغرابُ
وارتعشت في فمه الذكرى
تترنح ذاهلة سكرى
والأنة تقتلها الأخرى
وفراغٌ في حجم الدنيا وبقايا آمال تنزعْ
والبلقع عين جافاها الدمع وملت منها الصورُ
لم يطرق ليل متاهتها الخاوي لا النوم ولا السهرُ
سقطت فيها الشمس تباري شفقاً بالغربة يأتزرُ
طار النورس عن شاطئها وانكسرت أمواج الشجنِ
هاجر عنها لون الفجر ليغفو فوق بقايا السفنِ
لم يبق بمرساها إلا أملٌ مهزوم يتسكعْ
والبلقع حلم وردي يقبع خلف جدار الدنيا
في جعبته رحلة عمر صار مع الغربة منسيا
في عينيه ربيع واهٍ تسحقه الخيبة يوميا
جنته الفيحاء رماد منثور في كف اليأس
غده أشلاء متاهات تتشقق في وجه الأمس
يتراقص فوق الأحزان ويخبو تحت رذاذ اليأس
أقسى البلقع يا سائلتي حلم يحلم أن يتصدعْ
والبلقع صدر تحرقه آهٌ لا يرتد صداها
فتطوف الأشجانَ تنادي ألماً يتقاسم شكواها
وتعود إليه وما معها غير تراتيل زواياها
ترمقه قوساً مجروحاً تتلوى فيه الأوتار
تذوي الآمال بوحشته تتلعثم فيه الأشعار
يرميها كرة من لهب فتعود جحيما يتضرع
والبلقع يا أنتِ فضاءٌ خاوٍ تجفوه نواحيه
وخريفٌ يمتد فصولاً وشتاء الفقد يناديه
هو نبضٌ ريان يذوي لا نهتمُ لمن نهديه
هو ليلٌ كالموت مسجّى أبداً لم يطرقه صباح
يعتمر البرد مفاصله تتململ فيه الأرواح
وهو يدٌ لم تخفق يوماً من نظرة عين تهواها
قدمٌ لم تتعثر شوقاً لم تسبق للحلم خطاها
ذاك البلقع يا سائلتي ، هل وافى الكلمة معناها ؟
قالت والحيرة تغرقها : صارت أوسع ! صارت أوسع !!