ومضى قطار الحظ !!
لم يكن من حائلٍ بيني وبين الحظ إلا خطوتين
هل تأخرت على موعده أم أنني أغفلت فرق الوقت بين العالمين ؟
هل غفت عيني على خط انتظاري ؟
هل تخطاني قطاري ؟
كيف ضاعت فرصة العمر أمامي هكذا في لحظتين ؟!
فاتت الرحلة حقاً ؟ يا لملهاة الظنون !
كان تخطيطي امتثالاً لافتراضات الجنون ؟!
وانتظاري كذبة قد دسها إبريل في عمر السكون ؟!
فاتت الرحلة رغماً عن تعاويذ العزيمة
رغم كل الأمنيات البيض والروح العظيمة
يا لجهلي ! طاف بي من كل أفق طائف إلا الهزيمة
كنت قد هيأت نفسي للذهابْ
وارتديت الشوق واستحضرت بعضاً من تغاريد الشبابْ
وغمست القلب في مسحوق تجميل لتجديد الرغابْ
كنت قد أعددت نفسي جيداً للموعدِ
ونحرت الحاضر المأزوم و الماضي على سفح الغدِ
كنت قد قررت أن أنسى رزايا مولدي
فأمامي جنة للخلد فيها ألف بابْ
آه ما أعجزني ! هل يُنذر العمرُ لرحلة ؟
واردٌ إلغاؤها كالنبض في أية وهلة
كيف قادتني إليها فلسفاتي ذات غفلة
فانتهت بي للبدايات الشريدة
للمتاهات التي آوت أمانيّ البليدة
والتي عاثت بقلبٍ كاد يستوفي رصيده
فتشظى بين ماض قد قضى في كف وهمٍ وغدٍ يكره ظله
ها أنا وحدي على أرصفة الفوت أعاني
لم اعد أذكر من قد باعني تلك الأماني
لم أعد أذكر مني غير ظل باهت الآفاق مجهدْ
عاد بي للصحو مكسوراً بقلبٍ باردٍ من قال إن العود أحمدْ ؟
عاد يجتر التعازي هاهنا من جسد الحلم الممددْ
عاد لما مله التهويم لما أعلنت خيباته كسب الرهانِ
ها أنا أهذي بحمّى حسرتي في لوم نفسي
آه منها ضيعتني أفرغت من أمنيات العيش كأسي
فوتَتْ رحلة عمرٍ كنت منها قاب قوسِ
كان لا بد لها إذ غامرت أن تشتري كل التذاكرْ
كان لا بد لها أن تحسم الأمر بإغلاق المعابرْ
كان لا بد لكسب الوقت من كسر الأوامرْ
كان لا بد ولكن لم يكنْ
غير وهم غاب في ذهن الزمنْ
عدت كي أصنع تمثالاً له
يقرأ المأساة في ميدان بؤسي