الاثنين، 6 يناير 2014

                                  وجئت ... يا هشام

في موعد للصمت والكلامْ
والدهشة المفتوحة الأحضان للغمامْ
والفرحة الممتدة الأفنان والجذورِ
ونشوة الدموع في محاجر الصدورِ
و سجدة الآمال في مهابة الحضورِ  
أتيت يا هشامْ

أتيت ميلاداً لوعدٍ أنجب القصيدةْ
وزفها للحب للجنون للخيال للمرافئ السعيدةْ   
حيث احتفالات الرضا بشهقة البدايةْ   
قد أرسلت أحداقها واستلهمت عشاقها وعانقت بلهفة أوراقها   
فغردت للبوح فيها ألف ألف غايةْ

قد جئت يا هشامْ
كأمك الصغيرة الشبيهة الغمامْ
لا فرق إلا حلم عشرين ونصف عامْ
يعانق المدينة الزهراء في إيقاعها الوديعْ  
وصمتها المنيعْ
وأغنيات الحب في فؤادها المطيعْ

أهديتها أنفاسك الأولى قبيل التاسعة    
مغزولة بالنور تستهدي الرحاب الخاشعة  
حين استعد النخل للهجوعِ
وعتّق الورد المديني الندى والعطر للصباح
وقد تلتْ قباء وِردها على الرياحِ
فعانقتك والمنى في راحتيها شاسعة   

وجئت يا هشام
فأطلقت مدينة الأنوار إعلاناً عن الهطول     
واستيقظت لرصد نبض لحظة الوصول    
ومنح قلبك الصغير قبلة وليدة
ونفحة من ذكريات عمرها المجيدة  
وضمة تفوح بالتاريخ من فؤادها البتول

كأنها تذكرت بداية النهار  
وفتية تعاهدوا الفلاح في إهابها الطهورْ    
مدوا لقلب الأرض من أحضانها الجسورْ
وطوقوا الآفاق من فيها بعقد نورْ
تذكرت يوماً دعا لله فيه داعِ
بطلعة البدر على ثنية الوداعِ
يوم استجاب قلبها لأمره المطاعِ  
من يومها تشربت ملامح الكبارْ

أرجوك يا هشامْ
 كن خير ما تكون للمدينة
فقلبها مسهد و روحها حزينة
كن واحداً من الأولي تكانفوا شبابها
وأشعلوا الدنيا بفيض النور من ترابها
كن كعب أو كن زيد أو معاذ أو كن حنظلة  
أو كن هشاما واجعل الآمال فيها مرسلة
إني أرى عينيك آماداً على سِفر الرضا مرتلة
أرى وعود قلبك الصغير بين الرهب والسكينة 

لا تبتئس إن حُكْتُ في أهدابك السَنية
مدينتي الرضية
تلك التي شابهتَها في روعة البريق
في كبرياء صمتها وفي سخاء حسنها ولهفة انتظارها ويمنها العتيق
في نكهة الميلاد في الترفع الأنيق 
فأنتما وجهان للحب الذي لا يعرف الأفولْ
وتنمحي في أفقه ملامح الفصولْ    
والسحر في كليكما مدى وسرمدية
فلتسعدا حتى يكون للهوى والشعر والأشواق في تيه المنى هوية 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق