السبت، 12 أبريل 2014

إلى سلوى



إليك حبيبتي سلوى

إلى روح تبنت خفقة الإلهام فيّ وجذوة الشكوى


إلى حلم تجعده خطوط اليأس والرجوى


وأنفاس الصباحات الدؤوبة في أحاييني


وضوضاء السنين الذاهلات وتيه تكويني


وبعض صدىً من البوابة اليسرى يناديني


وذكرى تنقر القلب الذي يمحو على محراب حبك كل من يهوى



عجلتِ الأمر فاستدعيتِ أشجان النهاياتِ

ولو أعطيتني وقتاً لهادنتُ انفعالاتي
و كنت أصبتُ عذراً من وعودي والتزاماتي
وكنت أعدت تأثيث الفؤاد لصدمة كبرى
وهيأت الدفاتر والأسى والليل و الحبرا
وكنت أضفت ذاكرة لذاكرتي فإن فاضت بك الأولى فتحت دفاتر الأخرى
وكنت حجزت بعض شذاكِ كي أحسوه في حمّى انتكاساتي

أصبّر عنك صبح أساي والكرسي والمكتبْ

وجو الغرفة المفجوع بعد حديثك المعشبْ
وسور السلّم المكلوم لم يلمسه بعدك عطرك الطيبْ
أصبّر ردهة الأشواق عن خطواتك الزهرِ
و(كيف الحال) أسمعها مدى سنواتنا العشر
وطيفاً لم أزل ألقاه عبر إذاعة الفجرِ
وسخرية تقاسِمُنا شجونَ نهارنا المتعبْ

مضيتِ ولم تزل شفتاي ترجف باعتذاراتي

وقاموسي بلا كلمات
وأحزاني بلا قسمات
وأفكاري رصاصات تفجر في دمي ما فات
تدور تدور في رأسي وتغفو في وريقاتي
وأخنقها وتخنقني
أراوغها تراوغني
وتوقظني إذا غافلت صحو الأمس سائلة عن الآتي

جمعت أنين أشيائي

وأوراقاً مغبّرة بإعيائي
تبعت تموجات الحرف في وجعي
وليس سوى تفاهات أقدس عن بلاهتها أحبائي
وشوق بامتداد العمر لا تقوى على استيعابه لغتي
وأنتِ المستحيل على عباراتي على شفتي
وتنتظرين مني نظم أبيات مودِعةٍ ؟!
فكيف وأنت إيحائي ؟

أفقتُ الآن وحدي أنحني للفقد فوق منصة المسرح

خيوط عرائسي في الظل مائلة وموسيقاي لم تبرح
وتهدر موجة التصفيق معلنة ختام العرض
وإطفاء المسارج عن بقاع النبض
مسربة غلالات الظلام إلى خفوت الومض
أفقت ومبضع في القلب يخبرني بما أخفيت عن نفسي
يؤكد أننا يا عمريَ الأحلى تفرقنا ..
وأن الفقد لا يمزح !!




الأحد، 6 أبريل 2014

شكراً لأنك أنتِ يا مكة

شكراً لأنكِ أنتِ يا مكة !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وطنَ الجلال مرافئ الغسقِ
حرم البهاء و درة الألقِ
ماذا عساي أقول يا أم القرى
ياغيمة
هطلتْ فماجت ساريات النور في الأفق

أزمعتُ ترحالا لماضيكِ
كي أقرأ التاريخ مزهواً على فيكِ  
وبسطتُ أوراقي إلى أفيائك الأحلى     
وظللت من عبث الحروف على فمي خجلى
والحب والإكبار يرتجزان حول قريحتي الكسلى
والمجد يسبقني إليك مردداً أصداءه فيكِ  

فأشرتِ للإلهام قائلة : على وجهي قناديلي  
وملامح المختار لم تبرح تفاصيلي
ورجاءُ هاجر رحمة القفرِ  
ظمأُ الرضيع ومنهلٌ يجري  
وصدىً من الأفيال والطيرِ الأبابيلِ

أطرقتُ ساهمة لدى الكعبة
أرتال أنوار بقلب الكون منصبّة
يرنو المقام لها ويزهو الركنُ والحجرُ
يكبو اللسان مهابة ويتعتع البصرُ
يتزلزل الوجدان في أثوابها وتزمجر الرهبة

وقرأتُ وجه الصبر وهو يموج في الوادي
في دمعة للفقد ما زالت ترقرق منذ آماد
منذ انتحى الأصحاب عنه وغادر الهادي
لما سرى حكم القضاء عليه بالبعدِ
فتجمدت عيناه ترقب نظرة الوعدِ
وتكانفته خطى الأسير وحرقة الصادي

خِلتُ الجبال تحولت مُقَلا
والأفقَ أسئلةً تهمهم والمدى جدلا
مَن للضياء بدارة الأرقم ؟
أو لم تفر إلى غيوب الأرض من أشجانها زمزمْ ؟
وأبو قبيس أما براه جوىً وشِقُّ البدر قد أظلمْ ؟
كيف استعاض النور عن أنفاسه ؟ وحراء كيف سلا ؟؟


ورأيتُ في الطرف القصي الفقد ينهارُ
يمضى حبيبك والحنين إليك في عينيه موارُ  
يرعى السماء مقلباً وجهاً له في الغيث آثارُ     
تغدين يا أم القرى قبلة
يغشى الخشوع رباك فالأشواق مبتلة
وتموج في آفاقك الزهراء من نور الهدى ظلة
تزجي القلوب إليك والآمال إعصارُ   

شكراً لأنك أنتِ يا مكة
شكراً لنور شع منك مجاوزاً نحو الذرى فلكَهْ
أوحى لقلبي فانتشى في روضه الوجدُ
و همى على عينيّ من إلهامه وعدُ 
وقصيدةٌ للحب فيها جنةٌ تشدو    
شكراً لفيض الخير والإيمان والبركة