شكراً لأنكِ أنتِ يا مكة
!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وطنَ الجلال مرافئ الغسقِ
حرم البهاء و درة
الألقِ
ماذا عساي أقول يا أم
القرى
ياغيمة
هطلتْ فماجت ساريات
النور في الأفق
أزمعتُ ترحالا لماضيكِ
كي أقرأ التاريخ
مزهواً على فيكِ
وبسطتُ أوراقي إلى
أفيائك الأحلى
وظللت من عبث الحروف
على فمي خجلى
والحب والإكبار يرتجزان
حول قريحتي الكسلى
والمجد يسبقني إليك
مردداً أصداءه فيكِ
فأشرتِ للإلهام قائلة
: على وجهي قناديلي
وملامح المختار لم
تبرح تفاصيلي
ورجاءُ هاجر رحمة
القفرِ
ظمأُ الرضيع ومنهلٌ
يجري
وصدىً من الأفيال والطيرِ
الأبابيلِ
أطرقتُ ساهمة لدى
الكعبة
أرتال أنوار بقلب
الكون منصبّة
يرنو المقام لها
ويزهو الركنُ والحجرُ
يكبو اللسان مهابة
ويتعتع البصرُ
يتزلزل الوجدان في أثوابها
وتزمجر الرهبة
وقرأتُ وجه الصبر وهو
يموج في الوادي
في دمعة للفقد ما
زالت ترقرق منذ آماد
منذ انتحى الأصحاب
عنه وغادر الهادي
لما سرى حكم القضاء
عليه بالبعدِ
فتجمدت عيناه ترقب
نظرة الوعدِ
وتكانفته خطى الأسير
وحرقة الصادي
خِلتُ الجبال تحولت مُقَلا
والأفقَ أسئلةً تهمهم
والمدى جدلا
مَن للضياء بدارة
الأرقم ؟
أو لم تفر إلى غيوب
الأرض من أشجانها زمزمْ ؟
وأبو قبيس أما براه جوىً
وشِقُّ البدر قد أظلمْ ؟
كيف استعاض النور عن
أنفاسه ؟ وحراء كيف سلا ؟؟
ورأيتُ في الطرف
القصي الفقد ينهارُ
يمضى حبيبك والحنين إليك
في عينيه موارُ
يرعى السماء مقلباً
وجهاً له في الغيث آثارُ
تغدين يا أم القرى
قبلة
يغشى الخشوع رباك
فالأشواق مبتلة
وتموج في آفاقك
الزهراء من نور الهدى ظلة
تزجي القلوب إليك
والآمال إعصارُ
شكراً لأنك أنتِ يا
مكة
شكراً لنور شع منك
مجاوزاً نحو الذرى فلكَهْ
أوحى لقلبي فانتشى في
روضه الوجدُ
و همى على عينيّ من
إلهامه وعدُ
وقصيدةٌ للحب فيها
جنةٌ تشدو
شكراً لفيض الخير
والإيمان والبركة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق