الجمعة، 24 يوليو 2015

بيني و.... بيني

                                 بيني و..... بيني
أقول لتلك التي خلف وجهي   
تعالي نقر بأنا اختلفنا ولا يفسد الود أن نختلف
تعالي نسوّي حساب المتاهات
نلقي صراعاتنا في مكان على المنتصف
تعالي فلابد من لحظات الوقوف لحسم الدوار      
لنقتحم الخوف فينا فما عاد يجدي الفرار 
تعبنا نحارب في جبهتينا فإما قرار وإما قرار
تعالي فقد فات عمر التعامي 
ولا بد لا بد أن نعترف

دعيني أذكرك أنا التقينا قديما قديماً
على بقعة من إهاب الزمن 
على هامش العمر
في لحظة هربت من مداها ورؤيا تغافل عنها الوسن
وغبنا وكل التفاصيل ضاعت
سوى ما ترسب بين تضاريسنا من جفاء   
وأذكر أني تواريت عند انعكاسي عليك  
وأنكرت أي انتماء لتلك التي حدقت فيّ من مقلتيك
وأني تلوت عليك هناك قراراً ينص على اللالقاء 
وأني قطعت جميع الحبال إليك وأحرقت كل السفن

ولكنني الآن ألغي قراري أمد يديّ لرأب النوايا
عسانا بشيء من الحب نرفو بقايا البقايا
لروحٍ لها في النجوم انعكاس وجسمٍ يلم حطام المرايا
وقلبٍ يراوغ بين النقيضين منصهرٍ في ثقوب الخطايا
له ضفة يبحر النور منها
وأخرى تقبل رأس الظلام
وأروقة يخفق الروع فيها  
وأجنحة تحتفي بالسلام
تهيئ للبون ألف امتداد تُشظّي الأنا في سديم الحنايا  
    
تعبنا نغرد في ألف سرب ونبحر في ألف ألف اتجاه
نخط المتاهات حول المتاهات
في مركب تائهات خطاه
نهوّم حول فنار قديم نغني لنجم مقيم مسافر    
نلم العذابات تلقي بها للخواء المعابر
تهيم المجاديف في ضفتينا ويكسرنا كل موج مغامر
دعينا نصدق كل الخرافات  
نلقي قرابيننا للحياة   

  
تعالي أحبك حتى أراكِ
أجاريك في ثورتي في جنوني أواريك عن أرقي وارتباكي
أسل خطاياي منك قليلاً قليلاً وأستل مني أساك
سأعطيك وعداً بألا أجامل فيك البشر
وألا أكلفك المستحيل إلى قمة أو إلى منحدر 
كفانا التياثاً تعالي نفرق بين القرار وبين القدر

لأجلي وأجلك سوف أصالح عمر الشتات   
وأصفح عن أمنياتي كثيراً
وأشطب من معجمي ما تشائين من مفردات   
وأمسح عن جبهتي الذكريات
وأكسر كل التماثيل كيلا   
تطالعني من ثقوب العزيمة    
فتغزل لي خطوة للوراء وتلقي عليّ ظلالي القديمة
تقسّمني في تجاويف نفسي وتصنع لي ألف ذات وذات 
  
تعالي ولو خطوة للتراضي
دعي بيننا شبر بوح شفيف
ومدي به ساحة للبياضِ 
دعيني أقاوم موج رزاياي يا زورقي
وسوف أهيئ في العمر عمراً لكي نلتقي  
دعيني أنام على راحتيك ليرتاح هذا الكيان الشقي
تعالي تعالي
فإني هنا تائهات أمانيّ خاوٍ وِفاضي


تعبت أهز الصدى يا أنا
ويمتد رجع المدى بيننا
سئمت وقوفي لأحصي الخواء وأرسم قوس غروب الشغف 
ولا شيء إلا أثير يغيب وآخر في إثره ينكشف 
تعبت كثيراً ألم الدروب وها أنا في آخر المنعطف    
أجيبي فهذا النداء الأخير

أجيبي .... إذا كنتِ أصلاً هنا  !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق