الاثنين، 21 نوفمبر 2011

إلى شهيدات براعم الوطن



ومضين إلى عرس الشهداء
والريح تواصل خطوتها
والعطر يضوع
ودخان الموت بدا هلِعاً
والأفق يهمهم كالمفجوع
وشواطيء جدة مشرعة
ترسل أنتها للدنيا
وتفيق على وعد اللقيا
تهتف لأناس قد عبروا أنفاق الموت لكي تحيا
وتواصل تسجيل الأسماء

الخميس، 3 نوفمبر 2011

على جناح أمنية


يا شوق رفقاً إنني أتمزق قلبي يذوب وعبرتي تتدفق
لما مضى للحج من ناداهم  أبطأت أصغي للنداء وأطرق
لكنني لم أسمع اسمي بينهم  فبكيت من وجد وروحي تخفق
لملمت شوقي في رداء سحابة  وركبت آمالي ورحت أحلق
زاحمت ركب الطائفين بمكة وسعيت سبعاً والمدامع تهرق
ومضيت في فوج يسير إلى منى  والفجر من ثوب الدجى يتفتق
وعلى الصعيد وقفت أرقب لحظة  للشمس فيها دمعة تترقرق
وجمعت قلبي في المساء مع الحصى  وحضنته حتى يحين المشرق
ولهجت ما بين الجمار بدعوة   وبكيت حين رأيتها تتحقق  
ورجعت للبيت العتيق يقلني   قلب بأبواب السماء معلق
ينساب نور الحق في جنباته   ومن المحبة فيه روض يعبق
فحبست في رئتيّ أنفاس الشذى  ورجعت من أمل أكاد أصدق
وشكرت ربي أن حباني فسحة   فمن الخيال أتت يد تترفق
ورجوته أن تستحيل حقيقة    فغدي من الأجل المعاجل يفرق  

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

وقفة في توديع الأمير سلطان رحمه الله


كيف واريت الثريا يا ثرى   أي قلب فيك للأمر انبرى
أنت مأمور نعم لكنها     لوعة المحزون من خطب جرى
حسبنا الله الذي دانت له   بسيوف الموت أرواح الورى
قدر الله فما من كائن   يرتجي أمراً سوى ما قدرا
كلنا عين بكت من فقده   دمعها يجري ورجواها سُرى
وفؤاد ما توانى لحظة عن جهاد الحزن كيما يصبرا
ويد ممدودة ترجو لها    بين أفلاك الأماني معبرا
فارحم اللهم من يكفيه أن   تذكر الخيرات لما يذكرا
عاش سلطانا هنا لكنما   ذكره المحمود  يسمو للذرى
ترك الأرض لنا ممتطياً    صهوة الآمال في أن تغفرا

السبت، 1 أكتوبر 2011

وطن ليس كالأوطان




 وطنٌ من الأيام آواني    وعلى صروف الدهر قوّاني
وأحلني شرفاً سموت به    وهدىً أقمت عليه أركاني
جلت الذرى والكون مرتقب   لخطاي من قاصٍ و من دان
وسكنته والأمن يسكنني    ونسائم الرحمات تغشاني
والأمر في الأمصار مضطرب    والأرض في أكناف طوفان
والناس  تغشاهم دجى فتن    ويلفُّهم إعصار طغيان
والخوف يعجن خبزهم أبداً   وشرابهم بحر الدم القاني
وسفائن الآمال تحملني  ومواكب الخيرات ترعاني
في شامخٍ سلمته أملي    فرفلت في أمني وإيماني
وعلى مداه وقفت ساريتي  ليضم أفراحي وأحزاني
ووهبته قلبي على خجل     وقصائدي وجميل ألحاني
وعلى ثراه سجدت شاكرة  ومددت للجوزاء أفناني
يا صرح عزٍ قد حظيت به   من ذي الجلال يفوق تبياني
 أحللته روحي متيمةً    ونثرت في الآفاق أشجاني
وفديته ويداي قاصرة     بجميع ما قد كان أعطاني
يا ليت لي في الشعر متسعاً  لأصوغ ما تمليه أحضاني
أو ريشةً  في القلب أغمسها   فتصب عشقي بين ألواني
لكن عذري أنني بشر   وبيان قدرك فوق إمكاني
و هواك أفق لا أحيط به   ومدىً تضيق عليه شطآني  
لكنني للفضل عارفة  ما عشت إن يكفيك عرفاني
سأظل أحمل راية سمقت    تتلو عليّ شعار إيماني 
في يومك الميمون أرفعها  لتظل في عز وسلطان
و أزف تهنئة أحمِّلُها  ما قيل من حب لأوطان
لولاة أمرٍ قد أحاط بهم   حب يعانق كل وجدان  
أيديهم البيضاء ماثلة  في ألف ميدان وميدان
جمْعُ المحاسن دأبهم كرماً   والحكم عن شرع وقرآن
يا رب كن عوناً لهم أبداً وابسط لهم آفاق رضوان
 واحفظ لنا في ظلهم وطناً   هم فخره في كل إبان
وطناً له من أهله شرف  أو ليس منهم خير عدنان
 فلكم علا التاريخَ كاتبُه    وتشرفت أرضٌ بسكان

الأحد، 14 أغسطس 2011

هلّ الحبيب


هل الحبيب وطابت الأيام   وصفا الهوى للمخبتين فقاموا
وتوجهت للبر كل بصيرة   وسها ذوو العزم الضعيف وناموا
فتنافسوا في الخير يا أهل الهدى  وارعوا حقوق الضيف فهو همام
يأتي كطيف ثم يمضي قائلاً  ذكراي ما قد خطت الأقلام

الثلاثاء، 14 يونيو 2011

الدوامة



جفنٌ تمطى قادمٌ بي من بعيدْ
من مفرقِ الليل الذي قد شابَهُ الفجرُ الوليدْ
متوكئٌ حلماً تبخرَ بين طياتِ الوسنْ
لم يصحُ منه سوى بقايا من شجنْ
ومنبهٌ يهوي بفأسٍ من حديدْ
فوق الفراشاتِ التي كانت بنافذتي تميدْ
قد بددت أجراسُهُ همسَ الوسادْ
فاستبسل القلب الجريءُ مقاوماً أسر الرقادْ
و انساق للأقدار أسلمها القيادْ
فالصبحُ حيّا من جديدْ

الحمدُ لله الذي أحيا رفاتي الخامدةْ
كي أقتفي ساعاتِ يومي جاهدةْ
وأصيرُ عدةَ أنفسٍ في واحدةْ
واستيقظتْ دوامتي مع همسِ أطيارِ الشروقْ
تجري كما تجري دمائي في العروقْ
في عمق أعماقي لها رعد وفي عيني بروق
تجتاحني ألف من الأفكار واردة وألفٌ شاردة
من أين أبدأ والثواني سوط جلاد يدوّي في الوريد

حانت لروحي نفحةٌ قدسيةُ الأنفاس من روض الصلاة
ثم انطلقتُ كأنني جيشٌ من الأبطالِ في حربِ الحياة
أستل سيفاً من جراب الوقت أُبلِغُهُ مداهْ
فإذا نبا أرسلت قلبي خلفه يقفو خطاه
يحدوه عقرب ساعتي المدفون في صدري
وأظل ألهث أبتدي من حيث لا أدري
فإذا ظننتُ بأنني أنهيت أعمالي
علمتُ بأنني في ساعةِ الصفرِ
وبأن أحمالي تُبيد ولا تَبيد


صبحي تخطاني وأرهقني اللهاثْ
وأنا أطوِّف بالتياثْ
وقواي قد بدأت تسير على ثلاثْ
تتعانق الأعباء في فكري المشوش كالظلالْ
ولها مُنىً أن تنقضي قبل الزوالْ
أو تلحق الركب المؤجل للمساءْ
كل له بدء وليس له انتهاءْ
في حفرة الكدح التي هي كلما نقصت تزيدْ

ويمر يومٌ مجهدُ الأنفاسِ كالطيفِ العجولْ
من بعد أن تغتالَهُ أيدي الأفولْ
رحماك ربي ما لأعبائي تطولْ
وقوائمي في رأسي المحمومِ تنتظرُ
فينوءُ من ثقلٍ وينشطرُ
وصدىً لصوتٍ من غياباتي يقولْ
لي في غدٍ شأنٌ جديدْ
إن شاء ربي أن أرى الصبح الجديد

حاديات النور



   

ألقيت في حفل تكريم المتقاعدات في وزارة التربية والتعليم بالمدينة المنورة

ها نحنُ فوقَ منصــــةِ العرفـانِ
في محفلٍ للعلمِ والإيمــــــــــانِ

حيثُ المنــــابرُ تزدهي بمقامِـها
حيثُ الهدى والمجدُ يلتقيـــــــانِ

بحضورِ ملهمةِ المساءِ شجونَــهُ
في ليلة قدسيـــــة الألــــــــوانِ

للعلمِ فيها أن يجـــــــــــرَّ إزارَهُ
مع خيرِ حاضرةٍ بخيرِ مكــــانِ

من حازت الفضلَ المؤثّلَ خالصاً
من أكرمِ الآبــــــــاءِ والإخوانِ

أهلِ العزائـــــمِ والفضائلِ والتقى
من أسرجوا للعلمِ كلَّ حِصـــانِ

نهـــدي إليهم حبَّـــــــــنا وولاءنا
لحنــــــــــــــاً نرددهُ بكـلِّ أوانِ

وأيادِ شكرٍ بالدعــــــــــــاءِ نمدُّها
بدوامِ تأييــــــدٍ على السلطــــانِ

ومثوبــــــــــةٍ من ماجدٍ من شأنهِ
أن يجزي الإحسانَ بالإحســــانِ

ونصوغَ آيات الثناءِ مضيـــــــئة
منظومةً من أحـرفٍ ومعـــــانِ

ونزفُها في مدحكـــنَّ قصـــــائدا
تُتلى على خجلٍ من النقصـــانِ

ما كان أوفـــــــاكنَّ كلَّ ثنائـــــهِ
لو كان للتعليــــمِ ألفُ لســـــانِ

في شكرِكنَّ تحــارُ ألسنةُ الرضـا
ويكِلُّ طرفُ الشكرِ والعرفـــانِ

أنتنَّ فـــخــرٌ للثناءِ وقمـــــــــــةٌ
شماءَ فوقَ الوصفِ والتبيــــــانِ

حزتُنَّ بالتعليـــــمِ خيــــرَ مكــانةٍ
من فيـضِ فضلِ الواهبِ المنانِ

يا حاديات النورِ في ركبِ الهدى
أنتنَّ عن كيــــــلِ المديحِ غــوانِ

أهدتْ إليكن المناهلُ نشـــــــرَها
ذكراً يضــوع شذاه في الأكـوان

فلقد حملتُنَّ الرســــالةَ بـــــــذرةً
قد عزَّ حاملُــــــها بكلِّ زمــــانِ

صنتنَّها عبرَ السنيــــــن فأينعتْ
لتظللَ الجـــــــوزاءَ بالأفنـــــانِ

شكراً لكنَّ مع الصبـــاحات التي
يا طالما شهدتْ خطى الإحسـانِ

شكراً لكنَّ مع النسائــــــمِ تغتدي
و بها إلى ردِّ الجميلِ أمــــــــانِ

شكراً لكنَّ مع البصـــائرِ تهتدي
في كلِّ سانحـــةٍ إلى ميـــــــــدانِ

فلقد أضأتنَّ الدروبَ لنشئِنــــــــا
في حُلكةِ الإسفافِ والهذيـــــــانِ

عشتنَّ في وجهِ الظلامِ مشـاعلا
في همــةٍ تعلو بغيــــــرِ تــــوانِ

كنتنَّ للخلقِ العظيمِ منـــــــــائرا
والجهلُ يغزو الكونَ كالطـــوفانِ

شِدتنَّ للوطنِ الشريــــفِ دعائما
فسما عظيماً ثابتَ الأركـــــــانِ

سرتنَّ في التهذيبِ خيرَ مسيــرةٍ
فليهنكنَّ تبتُّلُ الحيتــــــــــــــــانِ

كانت سِجِّلاً من صحائفِ رفـعةٍ
نقشتْ معانيــــها يدُ الإتقـــــــانِ

كانت نتاجَ تجاربٍ ومواقــــــفٍ
مزجت كؤوسَ السعدِ بالأحزانِ

كلُّ التفاصيلِ الصغيرةِ أصبحتْ
ذكرى تهزُّ مشاعرَ الســــــلوانِ

ومضتْ سريعاً وانمحتْ آثارُها
وكأنها في العمرِ بعضُ ثــــوانِ

مرتْ بكلِ صفائِها وعنائِــــــــها
كحكايـــــــــةٍ في دفترِ الوجدانِ

مرتْ كطيفٍ من خيالٍ عــــــابرٍ
وستنطوي في جعبةِ النسيـــــانِ

وسترتحلنَ اليومَ مثلَ سحائـــــبٍ
صبَّتْ غيوثَ الخيرِ والإيمـــانِ

ثم اعتلَتْ عرشَ الفخارِ وأطرقتْ
لترى ربيعَ عطائــِـــــها الفينانِ

ستظلُّ تذكرُكنَّ كلُّ فضيـــــــــلةٍ
و لمجدِكنَّ يشيـرُ كلُّ بنــــــــــانِ

ما قدَّرَ الرحمنُ في عليــــــــــائِهِ
أن يمتطي قلمٌ عنـــــانَ بيـــــــان















                        

الاثنين، 25 أبريل 2011

الحياء في لحظات الوداع


الحياء في لحظات الوداع

تلمَّسَ من شعاعِ الشمسِ خيـــــطاً       رَمَتْهُ وراءَها عــــندَ الأصيـــــلِ
ليكتـــبَ في رداءِ الأفْقِ شيـــــــئاً       يذكِّرنـــا به بعدَ الرحيــــــــــــلِ
فقال وقد تقلــــَّــــــدَ سيــــفَ عزمٍ      فليسَ إلى رجـــــوعٍ من سبيـــلِ
مضى أهلي فضاقت بي حيـــــاتي     وطالت غربتي من بعد جيـــــلي
جفاني الناسُ حيث نزلــــــتُ فيهم     ولم يسعــــــــوا لإكرامِ النـــزيلِ
تمجُّ عيونـُـهم قســـــماتِ وجهــــي    وتنـــكرُ سالفَ العهدِ الجميـــــلِ
لقد أصبحتُ في الدنيا دخيـــــــــلاً     وشأنُ النــــاسِ إهمالُ الدخيــــلِ
فلا وجهاً مزجتُ به  رُوائـِـــــــي     وصُغْتُ جَمـــــالَه من سلسَبـيــلي
ولا عيــــناً سكبْـــــــتُ بها  شُعاعاً     ففاضَ سناهُ في الروضِ الأسيـلِ
ألم أكُ شــعبـــــــــــــــةً للدينِ دوماً    ألم أك قمّـــــــَةَ الخُلُقِ الفضــــيلِ
أليسَ اللهُ ستــــّـــــــارا ًحَيـــــــــِّــياً    ألم ينهــــجْ ذوو التقوى سبيـلـــي
ألسْتُ أنا الذي أغـضَتْ بفضلِــــــي    ملائكةٌ من الشــــــــــيخِ الجليـــلِ
ألم أجمع خصال الخير دهــــــــــراً   وأرفعْ رايـــــــةَ  الحســــنِ النبيلِ
فما لِي اليــــــومَ مطـــروحٌ أعاني    برودَ المــــوتِ في حزنِ الأصيلِ
ويرقصُ فوقَ أشـــــــــلائي سفورٌ     وتبتهـــــــجُ الرذيلةُ من عويــلــي
هُزمتُ فأُرسِلَتْ من كل صــــــوبٍ    سهامُ الغـــــــــدرِ للجسدِ الهــزيلِ
فلسْـــــتُ أرى ســـــوى أهلِ التثني    ذوي الإسفافِ والذوقِ العليــــــلِ
كساةٌ  كالعـــــــــراةِ يلــــــوذُ منهم     سليــــــمُ القلبِ بالطرفِ الكليـــــلِ
مساحيقٌ و قصــَّــاتٌ وركــــــــضٌ    وراءَ سَرابِ تقلـــــيدٍ وبيــــــــــلِ
يبـــــارون الــــــــنساءَ على المرايا    ويرتجفون من ذِكـــــرِ الصليـــلِ
مسوخٌ جُــــرِّدتْ من كل معنـــــــى    وحـــــادت في عتــــوٍّ عن سبيلي
وصـارَ العـــــــريُ ذوقاً عالمــــــياً    ونبذُ مبادئي مفـــهومُ جيـــــــــــلِ
وشقَّ على بني قومـــــــــــي عتابي   فليس لخاطري من مستمــــيـــــلِ
فقـالُـــــوا يا أخــَــا الأعرابِ عُذراً    جديرٌ أنت بالذكـــــــر الجميـــــلِ
ولكن أن تكـــــون لــنا سلــــــــوكاً    فضربٌ من ضــروبِ المستحيلِ
جمعْتُ فُتاتَ وَجْــــــهِي بعـــدَ يأسٍ    تملَّكني وســـرْتُ إلى سبيــــــلي
فنادانِي رَفيــــــــــقاي انْــتـــــظِرْنا    وقد وفيا على الأمـــــدِ الطويــلِ
وقالَ الخـــــــيرُ للإيمــانِ هيــــــــّا    فما بعدَ الفَجِيـــــــــعةِ من مقيـــلِ
فنحنُ ثلاثــــــــــــةٌ أصحــابُ عهْدٍ    حَفِظنـــَـــــاه رعيلاً عن رعيـــلِ
إذا ما رامَ واحــــــــــدُنا رَحِيــــــلاً   هَمَمْنَا دونَ لأْيٍ بالرحــــــــــــيل