الجمعة، 6 يوليو 2012

ندى



ندى
في مساء ما لبشراه مدى   أخذت منه الأماني موعدا
وتنحى البدر عن عليائه  مطرقاً كيما يعيش المشهدا
دقت الدنيا طبول البشر إذ   أشرقت فيها على شوق ندى
فاستوت بدراً تناهى حسنه  ثم صاغت من سناها فرقدا
ساقها ذو الجود لي في طالع  نيِّرٍ باليمن والبشرى غدا
فابتنت في عمق روحي منزلاً   ثم مدت لي إلى العليا يدا
أفتدي السحر الذي انقاد لها    مقلة وسنى وشعراً أسودا
مذ رآها الحسن عادت روحه   من يباب الأمس عَوداً أحمدا
طفلة للنور في طلعتها      قبسات تقتفي درب الهدى
تطرب الأوتار من ضحكتها   وعلى ترنيمها يغفو المدى
و يضوع العطر من أنفاسها  ثم يمضي في النواحي سرمدا
كوكب تشدو الأماني حوله إن بدا في أي أفق أسعدا
عانقت قلبي وتُيمت بها    منذ أن حيّا الأزاهير الندى
منذ أن طاف السنا منتظراً  آذنَ الفجر ومرسال المدى
وانحنى الطير على قيثاره     يرقص الأنسام من رجع الصدى
يا لأنس زارني في طيفها   ناصباً لي في الأعالي مقعدا
منذ هلت أثلجت صدري رضا   أسرجت لي ناظريها موقدا
كلما ما عم الدجى أشعلته   فاحتوى النورُ الفؤادَ المسهدا
ثم شبّت نبتة ميمونة  أخذت من كل مجد موعدا
أينعت والبشر معقود بها   أين راح البشر أو أين اغتدى
في رحاب الطهر تخطو حلوة  تستبي الإلهام من حيث ابتدا
جمعت من كل روض طيبه وابتنت في كل أرض مسجدا
أشعل الإيمان فيها همة   فأدارت للنجاح  المقودا
ومضت والعز في خطوتها   ترتجي في كل خير موردا
بغدي أفدي فؤاداً يافعاً   للمعاني الغر  أضحى معبدا
أبرق الحسن على واحاته     وعلى مزن صباه أرعدا
رب هبها فوق ما قد ترتجي   و احبها يا رب عيشاً أرغدا
و اهدني للشكر إني كلما  عُدّت النعماء لاحت لي ندى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق