السبت، 29 سبتمبر 2012

محمدٌ .. يارسولَ الله


محمدٌ .. يارسولَ الله
خوفٌ من الحق أم للكفر قربان   أم محض طيش تبارى فيه غلمانُ  
أم وقفة في رحاب المصطفى سنحت  فالناس أفئدة والأرض آذانُ
فعاشقٌ يرسل الأشواق مرتجزٌ  من خافق طالما  غشّاه نسيانُ
أو شاعرٌ عاود الإلهام صبوته   فانساب من فيه ياقوتٌ ومرجانُ
أو ناصرٌ هيج التيار غفلته  أو باحث عن نمير العلم ظمآنُ
سبحان ربٍ حباك الفضل مجتمعاً   فالذمُ حمدٌ ونشرُ السوء إحسانُ
مذ كان للنور رمز ليس يخطئه    وللفضائل والخيرات عنوانُ
 نور أبى الله إلا أن يتممه  مهما انبرى حاقد أو كاد شنآنُ
حتى يظل اسمه بالله مقترناً  ما دام ينبض باسم الله وجدانُ
 فالمجد تاريخه والطيب سيرته    والكونُ في ركبه جندٌ وأعوانُ
محمدٌ يا رسول الله مذ طلعت شمس الهدى وانبرى للحق فرقانُ
وإن يعاديك يا مختار مضطربٌ  فالذمُ منه لهذا الحمد برهانُ    

الخميس، 27 سبتمبر 2012

زارنا الغيث


زارنا الغيث
هذي المدينة واحة الأطهار      فعلام يا تاريخ جئت تماري
أعلمت أشرف من ثرىً لثم العلا   وملامحاً قبست من المختار
هل فارقت سمع الزمان خطى الألي    ساقوا زمام الحمد للأنصار
فلقد تعودت المدينة مذ أتوا  ألا يهيم بها سوى الأخيار
واليوم أعطاها الزمان مرادها   وهدى إليها المجد ذات نهار
إذ جاءها ملك القلوب ميمماً   أفق الخلود وغاية الأوطار
يا ساريات الخير في حرم الهدى    يهنيك عزٌ جد بالتذكار
ومكارمٌ قد ذكرت بمكارم   وحفاوة سارت على الآثار
أنت المدللة الأثيرة مذ رعت   أفياؤك الزهراء خير جوار
هيا احفظي المجد القديم  ورحبي   يا ساريات بخيرة الزوار
وافاك عبد الله  فارتجل المدى  كلمات شكر في سجل فخار
واحتار راوي الدهر كيف يصوغها   أسنىً يزور مناهل الأنوار
أو زائرٌ ساق الطيوب لطيبة   أو نفحةٌ في نهر طيب جار
أو وابلٌ بالبشر لبى إذ شكت       أحداقها من جفوة الأمطار

الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

أول الميزان


أول الميزان
خذ يا أثيرَ الحبِ بعضَ مدادي  وانفحْهُ دفقَ دمي ونبضَ فؤادي
واحمل صدى عشقي القديم لموطني وابعثه من سلع إلى التوباد
فلعله يصغي لصوت مُحبةٍ  جاشت مشاعرها على الميعاد
وتأججت بالذكريات شجونها   فمضت تقلّبُ دفتر الأمجاد
ففؤادها المعتاد كتمان الهوى    في أول الميزان طيرٌ شاد
وعيونها ترعى الخطى فكأنها    قد أزمعت سفراً إلى الآماد
مذ قالها عبد العزيز موحداً    أرض السلام بحكمة وعتاد
فانساقت الأرجاء تحت لوائه  والكون يشهد لحظة الميلاد
ومشاعل الإيمان توقد للدنا  والنور متصل ببطن الوادي
مذ ذاك يا وطني استقام لك العلا    وهوت إليك حواضرٌ وبَوادِ
وسمت رحابك للمعالي تقتفي  وهج السنا مع كل فجر غادِ
سلكت دروب الناهضين وأودعت   عهد الشقاء ذواكر الأجداد
وترسّم الغُرُّ الكرام طريقه    ومضوا بعين بصيرة ورشاد
كل يقودك للأمام بسعيه    والدين أعظم ناصرٍ وعماد
واليوم تحملك القلوب مجللاً   في هالة من قوة وسداد
ويعاود الميزان نشر طيوبِهِ   وعليه للوطن الجميل أياد
وتعودني ذكرى هواي فأنتشي   والحب في صمتي وفي إنشادي
والزهو راياتٌ ترفرف في دمي  وعقيدتي لبيك حين تنادي

السبت، 1 سبتمبر 2012

أمونة


                                              أمونة
كان اسمها أمونة
صبية بكل أشجان الهوى مسكونة
تطوي على بساطها السحري آفاق السفرْ
تهز من سحائب الأحلام صحراء الضجرْ
تزور كل ليلة دنيا الهوى وتنتظرْ
أن يُفتح البابُ إلى آفاقها المجنونةْ

كانت روايات عبيرٍ كونها المؤمَلا  
عاشت بها العمرَ الأرقَّ الأجملا  
زارت قلوب العاشقات في الصورْ
ذابت مع الآهات في ضوء القمرْ  
في أغنيات العشق في جرح الوترْ 
نامت على همس الندى و الحقل والطاحونة

كم داعبت غصن الشذى في قصرها الصغيرِ
وزيّنت أرجوحة الأزهار للأميرِ
وجمّعت ورد الهوى لشعرها وعطرها وشالها الحريرِ
ورددت خلف السكون أجمل القصائدِ
وسهّرت شموعها الحمراء في الموائدِ
وكم تثنّى الليل حين دندنت كنجمة مفتونة

تركتُها على خيال قصرها المقببِ
ورقصة الطيور في فنائه المطيبِ
وزوجها المشتاق للحضن الحبيب المعشبِ
وطفلة كالنوْر من نبع السنا ترويها  
 تحكي لها عن عالم الأبطال والفرسان عن أبيها
عن موكبٍ مباركٍ وخطوةٍ ميمونةْ

لاقيتها والأمس في أجفانها يغرغرُ
والذكريات خلف أقواس المغيب تهدرُ
والأربعون في ثنايا وجهها تثرثرُ
ساءلتها عن الجنون والخيال الماردِ   
والحب والآمال والأمير والقصائدِ
قالت بعينيها : هنا ! لكنها ككل ما في عالمي مدفونة

تناثرت على هسيس صمتها الحكايا
عن اغتيال الحب في دفاتر الصبايا
عن تاجرٍ قد ساق مهر أجمل السبايا
فغادرت أحلامها الوسنى بلا وداعِ
وأبحرت في لجة الدنيا بلا شراعِ
ضاع اسمُها وطُوقتْ بكنيةٍ شرقيةِ الإيقاعِ
فلم تعد صبيةً ولم تعد أميرةً ولم تعد أمونة