السبت، 1 سبتمبر 2012

أمونة


                                              أمونة
كان اسمها أمونة
صبية بكل أشجان الهوى مسكونة
تطوي على بساطها السحري آفاق السفرْ
تهز من سحائب الأحلام صحراء الضجرْ
تزور كل ليلة دنيا الهوى وتنتظرْ
أن يُفتح البابُ إلى آفاقها المجنونةْ

كانت روايات عبيرٍ كونها المؤمَلا  
عاشت بها العمرَ الأرقَّ الأجملا  
زارت قلوب العاشقات في الصورْ
ذابت مع الآهات في ضوء القمرْ  
في أغنيات العشق في جرح الوترْ 
نامت على همس الندى و الحقل والطاحونة

كم داعبت غصن الشذى في قصرها الصغيرِ
وزيّنت أرجوحة الأزهار للأميرِ
وجمّعت ورد الهوى لشعرها وعطرها وشالها الحريرِ
ورددت خلف السكون أجمل القصائدِ
وسهّرت شموعها الحمراء في الموائدِ
وكم تثنّى الليل حين دندنت كنجمة مفتونة

تركتُها على خيال قصرها المقببِ
ورقصة الطيور في فنائه المطيبِ
وزوجها المشتاق للحضن الحبيب المعشبِ
وطفلة كالنوْر من نبع السنا ترويها  
 تحكي لها عن عالم الأبطال والفرسان عن أبيها
عن موكبٍ مباركٍ وخطوةٍ ميمونةْ

لاقيتها والأمس في أجفانها يغرغرُ
والذكريات خلف أقواس المغيب تهدرُ
والأربعون في ثنايا وجهها تثرثرُ
ساءلتها عن الجنون والخيال الماردِ   
والحب والآمال والأمير والقصائدِ
قالت بعينيها : هنا ! لكنها ككل ما في عالمي مدفونة

تناثرت على هسيس صمتها الحكايا
عن اغتيال الحب في دفاتر الصبايا
عن تاجرٍ قد ساق مهر أجمل السبايا
فغادرت أحلامها الوسنى بلا وداعِ
وأبحرت في لجة الدنيا بلا شراعِ
ضاع اسمُها وطُوقتْ بكنيةٍ شرقيةِ الإيقاعِ
فلم تعد صبيةً ولم تعد أميرةً ولم تعد أمونة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق