الاثنين، 26 نوفمبر 2012

وماذا إذا حزنت شاعرة ؟؟!


وماذا إذا حزنت شاعرة ؟؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــ
وماذا إذا حزنت شاعرة ؟
فتاهت على مقلتيها الحروف  
وأطرق بين يديها الوتر
ولم ينتبه لبقايا حنين على ليل آلامها تنتثر  
وأعرض عن نغمة عابرة
تناجي على همهمات السكون صدى الوهن في روحها الحائرة

وماذا إذا ذوّبَ الدمع جفناً يظلّ النوارس في الأمسيات
وترسو على ليله الأغنيات  
وتحلم شطآنه بلقاء يحلق فيه الهوى و السفرْ
فيرسم خلفية للقصائد وهي تعانق وهج السحرْ
ويطبق أهدابه كي يهدئ من ثورة الأحرف السادرة

إذا أغلق الهمُّ ثغراً تنفّسَ فيه الحنينْ
وردد للحب لحناً شجياً أزال به وحشة العابرينْ
وعاش يدندن أنشودة الخبز للجائعينْ
فغنت على رجعه ألف نسمةْ
وسال ندى الفجر من ألف غيمةْ
فلف وشاحاً من الأمنيات على رعشة الأضلع الصابرةْ  

وماذا إذا ملأ الحزن كل المساحات كل الدفاترْ
ولوّنَ بالعتمة الكونَ ردَّ إليه اليبابَ المسافرْ
إذا مضغ الشعرُ أحلى المعاني بحسٍ يموتُ وروحٍ تغادرْ
فأذعن للصمت قلبٌ صبورْ
وماجت أخاديدُهُ بارتعاش القبورْ
وناحت على نبضه الريح في ليلة ماطرةْ  

إذا أرسل الليل أشباحه في أكفِّ الشفقْ
وأودع نبض الأماني رفاة القلقْ
فلم يبق للنور في ناظريها رمق
إذا كسّرَ الخوف ألواحها
إذا أطفأ الدمع مصباحها
إذا أثقل اليأس آمالها بالأسى والخطى العاثرة

وماذا إذا ذبلت وردتان
من الحزن وانطفأت شمعتان
وعانقت الوهم بؤساً يدان
وغطى سماء القوافي ضبابُ المشاعرْ
ليخطف نبض التغاريد طيرٌ مهاجرْ
وتحمله موجة ساخرةْ

إذا غاب خلف ضجيج الجراح غناءُ البلابلْ
ولم يوصل الفجرُ لحنَ الأصائلْ
ولا رجّع الحقل شدو السنابلْ
فغابت رؤى الحلم تحت الوسائدْ
وراودت الأمنيات القصائدْ
تمد لها سارياتِ الحروف فتنساق حيناً وحيناً تعاندْ
وتحرقها لوعة جائرةْ
ويمزجها الحزن بالشاعرةْ
فينضبُ فيها معينُ الجمال وتهزمها اللحظة العابرةْ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق