الأحد، 13 ديسمبر 2015

من أنت ؟!

                                            من أنت    

يا كامناً في لحظتي 
يا حارسي من يقظتي   
يا أيها المزروع ألغاماً على سوانحي السؤولة
يا أيها المنثور في ملامحي
المنحوت في جوانحي
الممزوج في محابري الملولة     
يا صرخة مرتدة إليّ من عنابر الطفولة

ما زلتَ محموم اللهاث لافح السؤالِ
معرشاً في الصمت مدسوساً على المقالِ
وقد حزمتُ بينها حقائبي       
وصرت من كوني على الحيادْ    
بعيدة عن جلبة النجوى وعن تطفل الخيالِ
ماذا تريد بعد من خرائبي          
وليس غير بصمة الأوار في دوائر الرمادْ    
هيا امحها إن شئت إني لم أعد أبالي

يا رمز عنصرية يجثو على جبيني   
يا واعظاً يملي عليّ ديني
يختار عني قِبلتي  
وينتقي ألوان تفكيري وحجم مبدئي
 ونسبة الإصرار في يقيني
ودون أن يقول حرفاً واحداً يقول لي اعبديني    

حاكمتَ في رأسي ملايينا من العصاةِ
جرمتَهم باسم العدالات التي تقضي على الحياةِ
أرهبتني مني وجئت حامياً إياي من غوايتي
من طيش قلبي وانحدار غايتي
وكلما ازددتُ امتلاء بالسنين زدتَ في رعايتي 
جردتني من ثورة الضحايا
ومن بريق النصر في محاجر الجناةِ   
    
يا أيها الوصي إني قد بلغت الرشد من مهادي
من أول الطريق نحو واحة الرماد
أينعتُ في عامين واكتهلتُ عند السابعة
و منذها استرسلتُ في ندب الشباب المر
واستسقاء مزن الذكريات اليافعة
وفوق ظهري واعظي وزادي      

من أنت يا مستقرئاً زماني
يا عاجماً رؤاي يا مستنطقاً بناني
يا من تدس الليل في وسائدي    
وتنفث السواد في لفائف الأماني 
تحتل رجف راحتيّ بعد ما 
تمد لي مخالباً تجسني وأذرعاً تراني
و رهبة تشج وجه غفوتي 
و مبهمات تحقن المرار في لساني    

يا كامنا للبوح في خواطري
يا نائباً عن كل مخبوء وكل ظاهر    
ساومتني عن أي إحساس تحدى صمته  
ولم تزل تثنيه عن قرارهِ
ولم يزل يشتط في دوارهِ
يهيم بين ثلجه ونارهِ
حتى إذا ما أرسلتْهُ الحرب مسلولاً إلى مقابري   
.شاركتَ في تأبينه
ثم اتكأتَ في انتظار آخَرِ ..  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق