السبت، 27 أغسطس 2016

ابك يا عمران

ابكِ يا عمران ! قل شيئاً ! تضجرْ !!

هُز فينا النقمة الخرساء والحزن المصبرْ

هذه النظرة كابوس سيبقى جاثماً في صحو أمة

ومراراً لاذعاً تجتره في كل لقمة

سوف تبقى طقس ذكرى لانتحار الرأي في سبعين قمة

صفعة للعدل للشرعية الغراء للظلم الموقر

هذه النظرة مرآة لتاريخ كسير ليس أكثرْ



قد تجاسرنا وأخرجناك من أحضان سقفكْ

كي نواري ضعفنا في حمل ضعفكْ

نحن أنجيناك من حتفك أم قدناك قسراً نحو حتفكْ ؟!

شاهدٌ أنت من الأنقاض في قيد الزمنْ

فتحدثْ عن بقايا مزق الأمن وجثمان الوطنْ

وتحدثْ عنك عن رحلتك الأولى إلى عالمنا

وتحدثْ عن مزيج الدم والطين بكفكْ



سوف تُمحى عنك يا مبهور آثار الحطامْ

وستنسى السكتة الأولى وتعتاد الكلامْ

وستصحو وتنامْ

وسيبقى فيك من آثارنا أمسٌ مفخخْ

ودويٌّ وانهيارات و طغيان مؤرخْ

وخبايا نقمة من دون وعي منك تصرخْ

وستبقى صورة ننشرها في كل ذكرى للسلامْ



هشمتنا تانك العينان يا عمران ! لكنا سننسى

وعلينا أن نحط الجرح عن أكتافنا

وعلى حاضرك الموؤود أن يصبح أمسا

إنها عادتنا في الحزن من آماد نكسات بعيدة

خربشات وأناشيد وأنهار دموع

ثم يخبو ذلك الإلهام فينا وعلى طاغٍ همام أن يعيده

ثم نبكي ثم ننسى

ريثما تلتقط الأيام عنا صورة أكثر بؤسا



لم تكن أول من يدفع في فاتورة الحفل السياسي

لا ولست الأول المرصود في قائمة القهر وأرشيف المآسي

غير أن الآخرين استأنسوا دفء الدمار

تركونا نفهم الأحداث من ألسنة النار وأفواه الحجار

وارتقيت المقعد الشاخص تلقي خطبة الصمت على جمع الكبار

تشهر الخمسة أعوام أداةً تنقش الخزي

على هامات عباد الكراسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق