الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015
الأحد، 13 ديسمبر 2015
من أنت ؟!
من
أنت
يا كامناً في
لحظتي
يا حارسي من يقظتي
يا أيها المزروع ألغاماً
على سوانحي السؤولة
يا أيها المنثور في
ملامحي
المنحوت في جوانحي
الممزوج في محابري
الملولة
يا صرخة مرتدة إليّ
من عنابر الطفولة
ما زلتَ محموم اللهاث
لافح السؤالِ
معرشاً في الصمت
مدسوساً على المقالِ
وقد حزمتُ بينها
حقائبي
وصرت من كوني على
الحيادْ
بعيدة عن جلبة النجوى
وعن تطفل الخيالِ
ماذا تريد بعد من
خرائبي
وليس غير بصمة الأوار
في دوائر الرمادْ
هيا امحها إن شئت إني
لم أعد أبالي
يا رمز عنصرية يجثو
على جبيني
يا واعظاً يملي عليّ
ديني
يختار عني قِبلتي
وينتقي ألوان تفكيري
وحجم مبدئي
ونسبة الإصرار في يقيني
ودون أن يقول حرفاً
واحداً يقول لي اعبديني
حاكمتَ في رأسي
ملايينا من العصاةِ
جرمتَهم باسم العدالات
التي تقضي على الحياةِ
أرهبتني مني وجئت
حامياً إياي من غوايتي
من طيش قلبي وانحدار
غايتي
وكلما ازددتُ امتلاء
بالسنين زدتَ في رعايتي
جردتني من ثورة الضحايا
ومن بريق النصر في
محاجر الجناةِ
يا أيها الوصي إني قد
بلغت الرشد من مهادي
من أول الطريق نحو واحة
الرماد
أينعتُ في عامين
واكتهلتُ عند السابعة
و منذها استرسلتُ في
ندب الشباب المر
واستسقاء مزن الذكريات
اليافعة
وفوق ظهري واعظي
وزادي
من أنت يا مستقرئاً
زماني
يا عاجماً رؤاي يا
مستنطقاً بناني
يا من تدس الليل في
وسائدي
وتنفث السواد في لفائف
الأماني
تحتل رجف راحتيّ بعد
ما
تمد لي مخالباً تجسني
وأذرعاً تراني
و رهبة تشج وجه
غفوتي
و مبهمات تحقن المرار
في لساني
يا كامنا للبوح في
خواطري
يا نائباً عن كل
مخبوء وكل ظاهر
ساومتني عن أي إحساس
تحدى صمته
ولم تزل تثنيه عن قرارهِ
ولم يزل يشتط في
دوارهِ
يهيم بين ثلجه ونارهِ
حتى إذا ما أرسلتْهُ
الحرب مسلولاً إلى مقابري
.شاركتَ في تأبينه
ثم اتكأتَ في انتظار
آخَرِ ..
السبت، 12 ديسمبر 2015
أنا والمدينة
أنا والمدينة
أنا والمدينة والهوى آفاقُ للكون في ملكوتها إطراقُ
عندي لها قلبٌ يغالب تيهه ونُهىً تلم شتاته أوراقُ
وسنينُ عمرٍ هام في محرابها فمضى على منواله العشاقُ
سكنت رؤاي تفضلاً وسكنتها ولهاً فأُضمر بيننا ميثاقُ
مزجت دمي بجبالها فكأنني رسمٌ إلى تاريخه ينساقُ
وكأنني قُسمت في وديانها ظلاً مداه خميلة ورفاقُ
فتعاهدتني نبتة مبهورة روحي العلا ومطيتي الإخفاقُ
وفصول أيامي تراتيل على أهدابها في الأمسيات تراقُ
جُردتُ من نفسي على جنباتها وتداخلت في مقلتي الأعراقُ
وتمازجت في راحتيّ مشارب من وحيها وتصافحت أذواقُ
لتطير بي نحو العقيق حمائم وإلى قباء تهزني أعذاقُ
ويميس بي بدر يغازل عروة ويسوقني للحرة الإشراقُ
أذوي إذا حبس الغمام دموعه عنها ويعصر مهجتي الإملاقُ
فإذا ارتوت عادت إليّ نضارتي ونما إلي الري والإيراقُ
وإذا شكت لي همها في لحظة للبوح فيها همسة وعناقُ
أسكنت شكواها غياهب وحدتي وبكيتها فاهتزت الأعماقُ
وأذبت روحي في أتون شجونها فلها السنا ولمهجتي الإحراقُ
فإذا انثنت للذكريات تعيدها فأنا صدى لحديثها تواقُ
ولكم حكت لي عن طيالس مجدها والعز في تيجانها براقُ
وبكت تشير إلى السقيفة والمدى سمع وآماد الأسى أطباقُ
وتوقفت لما استعادت وجهه وجثا على قسماتها إغراقُ
وكأنها في رهبة الصمت التقت طيف الجلال فراعها الإشفاقُ
ولكم حكت عن مسجد نُفخت به للنصر في هام العلا أبواقُ
وترسمت ومض الأذان وهللت والبشر فوق جبينها أطواقُ
فإذا تغشاها النعاس توسدت قلبي ليهدأ بوحها الرقراقُ
ولقد ننام وللكلام بقية فتقال لما تُطبَق الأحداقُ
لهفي على من بالجمال تسربلت فالشدو راع والشذى ذواقُ
والعتق وشم في مغانيها ارتمى في كل سانحة له مصداقُ
والسحر سرد في ملامح وجهها ما شابه عي ولا استغلاقُ
أما أنا فأسيرة لغرامها ضاقت بسيل مواجعي الآماقُ
أنا سرب أشواق تسوق حنينها مع كل روح متيم أشواقُ
سأظل أبحر في هواي وكلما سافرت فيه مجدداً أشتاقُ
إلى لقاء
على لسان طفلة يمنبة اغتالتها قذيفة غدر ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلى لقاء
ــــــــــــ
نقش النقاء على يدي يتكلمُ والشال فوق ظفائري يترنمُ
والنور حولي مرسلاً أهدابه والظل بين ترائبي يتنعمُ
والجذع في حضني يغني وادعاً وأخوه خلف طفولتي يتبسمُ
يقفو أغاريد البراءة في دمي ويرى مآسيها عليّ فيحجمُ
يستلهم السر الذي أرسلته لما مددت يدي وصرت أتمتمُ
وطفقت أستسقي الغمام طيوبه والرعب في وطني الجريح يحوِّمُ
وقذائف الأيام تحت وسادتي والحلم عرّابٌ لها ومنجّمُ
فبثثته سري فقاسمني الأسى ومضى إلى رحب الفضاء يترجمُ
ثم انحنى والبشر في أغصانه قُبلٌ على وجهي النديّ تهمهمُ
فوقفت والجسد الصغير ينوء بي وعوالمي في أفقها تتجسمُ
ثم ابتسمت لكم وذاك لأنني عاينت أمداء الرضا تترسمُ
قصري هناك يمد لي شرفاته وموائدي ترفٌ ومائي زمزمُ
ورفاق أنسي في انتظاري والشذي يصغي إليّ وخطوتي تتقدمُ
فلتعذروني إن عجلت ترحلي فغدي بهاتيك الجنان متيمُ
سيكون موعدنا هناك أحبتي ولسوف ينجزه الأعز الأكرمُ
الاثنين، 23 نوفمبر 2015
أنت العلا !
أنت العلا !
أنتِ العلا أم مواثيقٌ وأسفارُ = قد سطرتها لطرس المجد آثارُ
أنتِ التي سُيرتْ يوماً
قوافلها = وللحضارات إيرادٌ وإصدارُ
والنخل في جنبات الدهر
منتصبٌ = ترويه من حقب الماضين أعمارُ
وفي ثرى الحجر آيات
مخلدة = دلت عليها من التنزيل أنوارُ
تلك الجنائن ما زالت
تفوح بها = والكون يرصد والتاريخ يشتارُ
قصورها الشم ما زالت
موحدة =ومن تمادوا على آياتها انهاروا
وللجبال أحاديث
مفصلة = يرغو الفصيل بها ما دار ديارُ
و محلب الناقة اهتزت حوائطه = يوماً ولما يزل للقوم تذكارُ
يستوقف الركب من هولٍ ومن شغفٍ = وتستحث خطاهم منه أسرارُ
وأنتِ في قلب هذا
الخصب فاتنةٌ = حاكت عليك وشاح الحسن أنوارُ
جاورتِ طيبة حيا الله
ساكنها = نعم الجوار ونعم الأهل والجارُ
وحزتِ من نسب الماضين
أعرقه = والمحدثون صناديدٌ وأخيارُ
مذ توجوكِ عروسا
للجبال ومذ= أهدتك للمجد أطلالٌ و آثارُ
تألقي واسحبي ذيل
الفخار فكم = وافاكِ من مرصد الأيام زُوارُ
يستنطق السحر في
أعماقهم قصصا = للسرد من وقع ما تطويه إعصارُ
جاؤوك يستشرفون الأمس
هيبته = من حاضر أفْقه سحرٌ و إبهارُ
وجئتُ أحفظ آيات
مرتلة = حروفها في عداد القول أسفارُ
وفيض أنباء عن ثاوٍ
ومرتحل= مداد سردهما كالبحر زخارُ
ولست أملك إلا بضع
أخيلة = ما قادها نحو زهو السبق مضمارُ
لكن معذرتي حذوي فكم
نُظمت = في حضرة الماجدين الشم أشعارُ
الجمعة، 24 يوليو 2015
بيني و.... بيني
بيني و.....
بيني
أقول لتلك التي خلف
وجهي
تعالي نقر بأنا
اختلفنا ولا يفسد الود أن نختلف
تعالي نسوّي حساب
المتاهات
نلقي صراعاتنا في
مكان على المنتصف
تعالي فلابد من لحظات
الوقوف لحسم الدوار
لنقتحم الخوف فينا
فما عاد يجدي الفرار
تعبنا نحارب في
جبهتينا فإما قرار وإما قرار
تعالي فقد فات عمر
التعامي
ولا بد لا بد أن
نعترف
دعيني أذكرك أنا التقينا
قديما قديماً
على بقعة من إهاب
الزمن
على هامش العمر
في لحظة هربت من
مداها ورؤيا تغافل عنها الوسن
وغبنا وكل التفاصيل
ضاعت
سوى ما ترسب بين
تضاريسنا من جفاء
وأذكر أني تواريت عند
انعكاسي عليك
وأنكرت أي انتماء
لتلك التي حدقت فيّ من مقلتيك
وأني تلوت عليك هناك
قراراً ينص على اللالقاء
وأني قطعت جميع
الحبال إليك وأحرقت كل السفن
ولكنني الآن ألغي
قراري أمد يديّ لرأب النوايا
عسانا بشيء من الحب
نرفو بقايا البقايا
لروحٍ لها في النجوم انعكاس
وجسمٍ يلم حطام المرايا
وقلبٍ يراوغ بين
النقيضين منصهرٍ في ثقوب الخطايا
له ضفة يبحر النور
منها
وأخرى تقبل رأس
الظلام
وأروقة يخفق الروع
فيها
وأجنحة تحتفي بالسلام
تهيئ للبون ألف
امتداد تُشظّي الأنا في سديم الحنايا
تعبنا نغرد في ألف
سرب ونبحر في ألف ألف اتجاه
نخط المتاهات حول
المتاهات
في مركب تائهات خطاه
نهوّم حول فنار قديم
نغني لنجم مقيم مسافر
نلم العذابات تلقي
بها للخواء المعابر
تهيم المجاديف في
ضفتينا ويكسرنا كل موج مغامر
دعينا نصدق كل
الخرافات
نلقي قرابيننا للحياة
تعالي أحبك حتى أراكِ
أجاريك في ثورتي في
جنوني أواريك عن أرقي وارتباكي
أسل خطاياي منك
قليلاً قليلاً وأستل مني أساك
سأعطيك وعداً بألا
أجامل فيك البشر
وألا أكلفك المستحيل
إلى قمة أو إلى منحدر
كفانا التياثاً تعالي
نفرق بين القرار وبين القدر
لأجلي وأجلك سوف أصالح
عمر الشتات
وأصفح عن أمنياتي
كثيراً
وأشطب من معجمي ما
تشائين من مفردات
وأمسح عن جبهتي
الذكريات
وأكسر كل التماثيل
كيلا
تطالعني من ثقوب
العزيمة
فتغزل لي خطوة للوراء
وتلقي عليّ ظلالي القديمة
تقسّمني في تجاويف
نفسي وتصنع لي ألف ذات وذات
تعالي ولو خطوة
للتراضي
دعي بيننا شبر بوح
شفيف
ومدي به ساحة للبياضِ
دعيني أقاوم موج
رزاياي يا زورقي
وسوف أهيئ في العمر
عمراً لكي نلتقي
دعيني أنام على
راحتيك ليرتاح هذا الكيان الشقي
تعالي تعالي
فإني هنا تائهات
أمانيّ خاوٍ وِفاضي
تعبت أهز الصدى يا
أنا
ويمتد رجع المدى
بيننا
سئمت وقوفي لأحصي
الخواء وأرسم قوس غروب الشغف
ولا شيء إلا أثير
يغيب وآخر في إثره ينكشف
تعبت كثيراً ألم
الدروب وها أنا في آخر المنعطف
أجيبي فهذا النداء
الأخير
أجيبي .... إذا كنتِ
أصلاً هنا !
الثلاثاء، 9 يونيو 2015
وأتيت يا رمضان
وأتيت يا رمضان
وأتيتَ تهدي الفجر للفجرِ
وتبث روح الخير في الخيرِ
وأتيتَ والآفاق أفئدةٌ
مرهونة بمنازل البدرِ
فكأنها ورؤاكَ غايتها جمعتْ
خيوط العام في شهرِ
وكأنها مذ ودعتكَ هنا قد
أومأتْ للشمس بالأمرِ
فمحتْ حساب الوقت وامتثلتْ ترنو
إلى أيامك الزُهر
آنستنا يا واحةً وَرَفَتْ وجحيمنا في الأرض يستشري
وحرائق الأرزاء تكنفنا والموت عبر عروقنا يسري
تغفو الأماني في محاجرنا لتفيق
من عسرٍ على عسرِ
عامٌ أضيف إلى هزائمنا أوّاهُ
يا رمضان لو تدري
كم شُربَتْ بالصبر ريشته كي تمزجَ
الآلام بالحبرِ
لما رآنا نحتسي دمنا ونصدُ
نار الغدر بالغدرِ
جسداً تنازعَ حارَ ساجدُنا يدعو
لأيِّ يديه بالنصرِ
رمضانُ دعْ ما قلتُ إنّ يدي
نزفتْ مداد الحزن من صدري
فاستقبلتكَ مواجعي هرباً لِحِماكَ
فاقبل سيدي عذري
واشفع لحرف ظامئٍ لَهِفٍ في
حالِكِ الأيام للفجرِ
يا قادماً ما زال مرتحلاً
شتان بين الوصل والهجرِ
هيا املأ الآفاق مرحمة
وابسط يديك بوارف البشرِ
وابذل لنا الأطياب نرقبها إنا
نروم مضاعف الأجرِ
إنا إلى رياك في شغف وإلى
الندى والعتق والطهرِ
ولأنت والأرواح ملحمة
أزلية كالأرض والقطرِ
رمضان شكراً أن رجعتَ على ما
كان واستعصمتَ بالصبرِ
شكراً لأنك ما برِمتَ بنا
وجنوحُنا في السر والجهرِ
شكراً لمن أهداك أمتنا وهو
الحقيق بأعظم الشكرِ
برٍ كريمِ البذل بلّغنا شهراً
يغيّرُ حسبة الدهرِ
رمضانُ يا زمناً يطير بنا
للأفق من عشرٍ إلى عشرِ
يزجي السلام إلى عوالمنا
متهادياً في ليلة القدرِ
يا روضة القرآن كم أملٍ
أحييته في خشعة الوترِ
يا منبع الخيرات يا سكن الأرواح يا بوابة الذكرِ
عُدْ ثم عُدْ فالعمر يسرقنا وشموسنا لمغيبها تجري
واعبرْ بنا وارأفْ بغربتنا ثقلتْ علينا وطأة الوزرِ
الثلاثاء، 26 مايو 2015
وعرس آخر
و عرس آخر
دمٌ دونما حقٍ وموتٌ بلا هدى و خشعة عُبّاد تخرمها الردى
وأسئلةُ ثكلى على ثغر جمعةٍ نعتْ في (قديحٍ) آمنين ومسجدا
وقد نكأتْ جرحاً رطيباً تخاله على جسد (الدالوّة) الآن جُددا
بأيدٍ تدس الأمس في كل مقبلٍ وتحمل للآمال طاحونة الصدى
تجرجر فهماً لا يوارى خواؤه عقيدته قتل وأشجانه مُدى
يسير بعزم والضلال حليفه إلى أين ؟ يا أدنى قوى الأرض مقصدا
إلى أي إفكٍ تطمحون؟ وعندكم من المسلك الأخزى ختامٌ و مبتدا
بأي دمٍ تلقون رباً سبيله بصيرة هادٍ ما استباح ولا اعتدى ؟
بترويع آيات على قلب مسجدٍ ؟ بأمٍ تلظّت ؟ أم ببيتٍ تشردا ؟
بطيف سنا يرتاح في وجه حيدرٍ؟ قبيل تباشير البزوغ تبددا
خطا نحو آفاق السلام مجللاً بخطوته الأولى على سكة الهدى
توارى كحلم ما جنى غير أنه قد ارتاد في عمر الرياحين مسجدا
وأنكم ابتعتم سلاحاً ونقمة وأن لكم في عمره المرتجى يدا
بعشرين مغدور وألف فجيعة ويومٍ بعمر النائبات تمددا ؟
دماء تلقتها المصاحف قد بدت رسائل ترجو دولة الحق موعدا
كوارث تترا تستبيح سلامنا لمن ريعها يا باعة الدين بالردى
لقد خنتم الدين الذي تدعونه وأوردتم الإنسان في الخزي موردا
نسختم سلام الله من بيّناته وشيدتم الإرهاب للكون معبدا
نحرتم منى طفلٍ على مذبح التقى وجاهدتمُ ( في الله) شيخاً موحِدا
دخلتم ليالينا فشابت لرزئها وذا النور من أيامنا صار أسودا
تلوكون أكباد الهناءات قربة تدكون أمن الغافلين تعبُدا
(لكم دينكم ) قال الإله ، فقلتمُ : لكم ديننا ثوباً لدى البغي يُرتدى
حجاباً نواري فهمنا الرث خلفه وعذراً لدى أعتى الحماقات يُحمدا
كفاكم دعاوى سنةٍ تقتفونها هتكتم سناها حين خنتم محمدا
أتِموا -إذا دامت لكم- ما بدأتمُ فليست سوى دنيا تُنال لتُفقَدا
وما الروح إلا منحة مستردة وسوف يلاقي خصمُها ربَّه غدا
الثلاثاء، 28 أبريل 2015
عفواً بيكاسو !!
عفواً بيكاسو !
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
حمامةَ السلامْ
يا كذبة تمردت على خطوط الوهم والحقيقة
يا صورة ما جاوزت إطارها لريشةٍ أنيقة
لمن تهمهمين يا قديمة الشتاتْ
فالفن في زماننا ما عاد محسوباً على اللغاتْ
ضمي جناحيك اللذين يهذران فوقنا من ألف ألف عامْ
ولملمي الريش الذي نثرتِهِ وغادري الزحامْ
سماؤنا تعودت نيراننا الصديقةْ
ولم تعد ترتاح للحمائم الطليقةْ
أقلعتِ حين كانت الطيور في السماء لا تخافْ
ولم تكن أحلامنا قد أنهت المطافْ
وحين كان تحتنا فرش وكان فوقنا لحافْ
تغير الزمان يا بيضاء فلتهادني الظلامْ
ولتوقفي الإبحار في فضائنا المغموس في السخامْ
أو اقتحام حربنا بحجة السلام ْ
حذار أن تخترقي نظامنا
فلونك الجريء ألف شبهة والغصن في منقارك اعتراف
هل كان بيكاسو على علم بما اعتراك في سمائنا الرؤومْ
ولم تزل باريس في عطورها تعوم ْ
وأنت تحملين غصنك الصغير في حدائق الرصاصْ
لأنك ارتميت في سديمنا
حيث الدخان يكنس الغيوم و الحمام ْ
ويحرس الظلامْ
ويعلن الحظر على تجول البياضْ
ويرسم الدوائر السوداء في مساره
وينثر الرمادْ
يجتث أي نبضة مشبوهة تنمو على التخومْ
لو كان بيكاسو حكيماً يبصر البعيدْ
لجسّد المنقار من صخر وصب الغصن من حديدْ
و فخخ العينين ثم عبأ الجناح بالذخيرةْ
فتحت كل مخلب قذيفة وخلف كل ريشة قنبلة صغيرةْ
من قال للرسام أن القدر المحتوم للسلام أن يندس في حمامة مهاجرةْ
معلقاً في خربشات الحالمين في القصائد المحاصرةْ
مطوقاً بالوهم مرهونا لدى الضمائر المتاجرةْ
يا أيها الرسام ما أدركتَ عصر الرسم بالقنابلِ
عصر اعتناق الفن للإرهاب في لوحاته المكررةْ
فلوحة لمنبر ولوحة لمجزرةْ
ومعرض مصور لأنفسٍ مكسرةْ
حمامنا ما عاد يدري وجهة الرسائلِ
وقد ذوى الزيتون تحت لمعة الفتائلِ
فحيثما ألقى انتهى إلى الدمار الزاجلِ !
يا أيها الرسام جدد صيتك الماضي على معزوفة الحطام ْ
جِدْ لوحة للحرب أو صف روعة الركام ْ
أحرقْ بقايا الغصن
واستلهم خطوط الرسم من تناغم اللهيبِ
خذ شهقة من أمة مكلومة أو زفرة من موطن سليبِ
وجَسِّد المأساة في سعارها الرهيبِ
أو فاسترح .. ثم احمل الفرشاة والألوان والحمام
ووارِها في بقعة بعيدة هناك ... حيث يرقد السلام
السبت، 18 أبريل 2015
على بركات الله
يا أنت يا راوياً أسطورة الأمدِ
تكلم الآن أو فاصمت إلى الأبدِ
قف هاهنا كي ترى التاريخ منطلقاً
في عشر رايات لم تنقص ولم تزدِ
و الحزم فوق عنان الأفق عاصفة ثارت تقود ركاب الفخر من بلدي
بباسل ترقب الدنيا إشارته عن
شرعة الشرف الغراء لم يحدِ
سارت له الريح أجناداً مجندة
والأفق زوبعة في رأس منجردِ
تأتي على كل رعديد له ثمن
كانت له في ظلام الكيد ألف يدِ
قد باع في سكرة التجديف أمته مستعصماً
بمجير واهن العمدِ
كي يستمد المخازي من منابعها يا
ضيعة الجهد بل يا خيبة المددِ
واستدرجته العطايا غير مكترث كأنه حَسِب الأيام دون غدِ
قد جاءه الغد حتى قبل موعده
في ساعة من حساب الدهر لم تردِ
بشّرْ حبيباً أبا تمام مرتجزاً
أن الصفائح قد ثارت بلا عددِ
وأن كل نبوءات العدا كذبت
وأن ألوية الإرهاب في كبدِ
يسّاقطون تباعاً تحت عاصفة جاءت
تدك ذرى المسنود بالسندِ
تعيد للوطن المسلوب حرمته تخضر فيه ربيعاً غير مبتعدِ
سيري على بركات الله وابتدري إنا لنعلم أن النصر قاب يدِ
سيري لأرقى مرام قد يسير له
أرباب رأيٍ وإصرارٍ و معتقدِ
واسترسلي بسيوف تنجلي همماً ما كان دون تجليها سوى الغُمُدِ
قولي لأسرى ضلال الفكر أن لهم
والموتِ منعطفاً ما دار في خلدِ
وأنهم محض درس لا يقام له وأن سيدهم إبليس لم يسدِ
وأن من غره الإمهال متبِع إياكِ
أعني فلول الكيد فارتعدي
لا بد من وقفة عصماء حاسمة يكفي
حواراً لأفهام بلا رشدِ
ترغي وتزبد إسفافاً وقد جهلت
أن العواصف لا تبقي على الزبَدِ
وأنه لا هدىً إلا على سننٍ ولا صمود
سوى بالناصر الصمدِ
وأن بتر النوايا في ضمائرها بالطرق
في النار لا بالنفث في العقدِ
الآن تحتشد الأحداث في حدث
مسترسل يتولى كل محتشدِ
الآن يبتدئ التاريخ خطوته الكبرى
بعزمٍ شديدٍ غيرِ متئدِ
بأمرِ قائدِ حزمٍ قال
قولته وأمّةٍ أذعنت للواحد الأحدِ
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)