من قلب المدينة
حتى وبين جوانحي جسد
النبي
وخطاه فوق ثراي لم تتغيبِ
وعليّ من قسماته
إطلالة
وشذاه باق في أثيري الطيبِ
حتى وصوت بلال يملأ
أضلعي
بوجيب رؤياه التي لم تكذبِ
وطيالسي طهرٌ وتيجاني
هدىً
لفؤاد كل متيمٍ متقربِ
وأنا سنا الدنيا
ومهجر أحمدٍ
وأنا التي عن نهجه لم ترغبِ
وأنا التي استقبلت
أعلام الهدى
وحميتهم من سَورة المتوثبِ
وضممتهم وشفيت غيظ
قلوبهم
إذ كنت مأربهم وكانوا مأربي
حتى وطيف العيد يلمس
جبهتي
وأسى الوداع على جفون المغربِ
يجتاحني الإرهاب يشعل
ناره
في مرفئي الغافي وروضي المعشبِ
من أين جئتم يا
مراسيل الدجى
والنور من قلبي مداد الكوكبِ
وسبقتم الفرح المطلّ
بخطوة
وشربتم الكأس التي لم تشربِ
أفزعتم الشهر الذي
أودعته
أملي ووعد هلاله لم يغربِ
يا من سريتَ إليّ
ممتطياً ردىً
يا خيبة المسرى وشؤم المركبِ
كيف انسللت إلى فناء
قداستي
أرديتني عمداً ولم تتهيبِ
ونصبت هاتيك الشراك
على ثرى
حرمٍ بآفاق الخشوع مقببِ
مزقتهم ما بين وجهٍ
شاخصٍ
أو خافقٍ نحو السماء مصوّبِ
وتركتني ألتاع وجلى في
حمىً
بدماء حراس السلام مخضبِ
وأشد حبل الصبر فوق
مصيبتي
وأعيد تذكار الرعيل الأطيبِ
فلطالما كانوا أساة
نوازلي
حتى استعضت بطيبة عن يثربِ
وغرست أفنان السلام
فأينعت
ظلاً يتاح لمعجِمٍ ولمعرِبِ
واليوم جئتَ وفيك ألف
خيانة
بلسان أفّاقٍ وقلبِ مكذّبِ
ماذا أقول وليس يسمع
منطقي
غِرٌّ قضى هدراً ولم يستوعبِ
أن القضية سلطة
وسياسة
ليست لمعتنَقٍ ولا عن مذهبِ
أن المراد على النقيض
وأنه
ما كان إلا لعبة في ملعبِ
ماذا أقول ولست أي
مدينة
فأنا اختيار الله للدين الأبي
وعليّ للتاريخ أقلام
زكتْ
لله ما كتبتْ ومالم تكتبِ
هيهات أن ينجو بغدري
آثمٌ
وتطالني كفٌ لعاتٍ مذنبِ
ميعادكم صبحٌ قريب
فارقبوا
والويل للجاني وللمتسببِ
والنار مثواكم وإن
طال المدى
فخذوا جميعاً عدة المتأهبِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق