الجمعة، 31 يوليو 2020

طبيب الغلابة

                                                                    

طبيب الغلابة

في لحظةٍ مستطابَةْ بين الرّجَا والإنابَةْ
والناس من كل حدبٍ يرجون غيث السحابَةْ
منهم قريبٌ يناجي بالدمع مَن دقَّ بابَهْ
ومبعدٌ تاقَ حُبّاً وذَوّبَتْه الصّبابَةْ
لمّا رأى الجَمع يدنو شوقاً أطالَ انتحابَهْ
ومن تمنّى طويلاً والعجز أعيا ركابَهْ
فصار قلباً معنىً وَجْداً وروحاً مصابَةْ
وبات مثلي ينادي مستوثِقاً في الإجابَةْ
يقول : يا رب فضلاً في دعوة مستجابَةْ
خذني بعفوٍ كريمٍ عما أطلتُ ارتكابَهْ
واغفر لأهلي جميعاً وارحم ( طبيبَ الغَلابَةْ )
لاقاك فاكتبْهُ فضلاً من الهُداة الصحابَةْ
وارحمْهُ من هولِ يومٍ يخشى الوجودُ اقترابَهْ
قد كان فينا سفيراً للخير والكونُ غابَةْ
والناس أرباب قرشٍ والسّعيُ صِنْوُ الإثابَةْ
لله كم كان يحيي من أنفسٍ بالطبابَةْ
كم من مصابٍ تولّى بكفِّ رفقٍ مصابَهْ
ومُقْتِرٍ عذّبَتْهُ الشكوى فأنهى عذابَهْ
أكرمْهُ يا ربِّ واقبلْ إحسانَهُ واحتسابَهْ
وارفعْهُ فوق البرايا ربِّي ويَمِّنْ كتابَهْ
واغفرْ ذنوبي فإنّي من هؤلاء (الغلابَةْ)
هند النزاري

الجمعة، 24 يوليو 2020

لماذا يُكتب الشعر





لماذا يكتبُ الشعرُ سؤالٌ هيِّنٌ وَعْرُ
لنسألْه ابتداءً فهو ما قد خصّه الأمرُ
تهيأَ للجواب وقد غشاه التيهُ والكِبْرُ
أدارَ عيونه وكأنما أودى به السُّكْرُ
وراح يقول فاستوحى الأثيرُ وأطرقَ السطرُ 
عليَّ إدارةُ الإحساسِ حين يبثُّهُ صدرُ
ومَلءُ الرأس أخيلةً فلا عدٌّ ولا حصرُ 
ونثرُ الأحرفِ الصمّاء حتى يورقَ الحِبرُ 
فأنهلُ هائماً حتى يريحَ دِلاءَهُ البئرُ
ويطفو الحرف مجترئاً فذا ضمٌ وذا كسرُ
وتطفو حوله الأفكار لا يقتادها فِكْرُ 
تموج على تفاوتها وتحدو الثيبَ البِكرُ
تُشتِّتُها أحافيرٌ وينبتُ بينها جِسْرُ
وأعطِي الرقم غايته ليفرض نفسه الصِّفْرُ
وأسترخي ليبدأ في مداي المَدُّ والجَزْرُ 
فيمزجُ أحرفي شَجَنٌ ويجمعُ حِسْبَتي بحرُ
فَكسْرٌ قيدَ جبرٍ ثم جبرٌ بعده كَسْرُ
وتبقى آخر اللمساتِ حيث النورُ والعطرُ
فيعصرُ قلبه نايٌ ويتلو وِرْده سحرُ 
عليّ جميع ما قد قلتُهُ وعليكم النشر
أعن (كيف) انطلقتُ هنا ؟ أسأتُ ومنكم العذْرُ
وأمّا عن (لماذا) فهي سِرٌ خلفهُ سِرُّ
بلا سببٍ أجيء كغيمةٍ يرنو لها قفرُ 
ويقضي الأمرُ أن أنصبَّ ثم يسيلُ بي ثغرُ
كأنا قد تساءلنا لماذا يطلع الفجرُ
هند النزاري

السبت، 11 يوليو 2020

محمد يا رسول الله







محمدٌ .. يارسولَ الله
هذا صباح له في الحب أشجان      وللمحبين في مغناه ميدان 
كأنه جمّع العشاق كلهمُ     فاستيقظت فِكرٌ واهتز وجدان 
أصبوحة في رحاب المصطفى سنحت فالناس أفئدة والأرض آذانُ
فعاشقٌ يرسل الأشواق مرتجزاً والروح طيّعة والوحي هتان
أو شاعرٌ عاود الإلهام صبوته فانساب من فيه ياقوتٌ ومرجانُ
أو غافلٌ أيقظ التيار أحرفه أو باحث عن نمير العلم ظمآنُ
سبحان ربٍ حباك الفضل مجتمعاً واختار أن تُصطفى في الأرض عدنان 
مذ كان للنور رمز ليس يخطئه وللفضائل والخيرات عنوانُ
نور أبى الله إلا أن يتممه مهما انبرى حاقد أو كاد شنآنُ
حتى يظل اسمه بالله مقترناً ما دام في ملكوت الله إنسانُ
فالمجد تاريخه والطيب سيرته والكونُ في ركبه جندٌ وأعوانُ
محمدٌ يا رسول الله مذ طلعت شمس الهدى وانبرى للحق فرقانُ
وأنت للصلوات الزهر منعرج وللسلام على الآماد برهان 
صلى عليك عباد الله وامتثلوا آي الكتاب فجاءت حيثما كانوا 
كأنها للهدى والحب أجنحة وللبراءة والتوحيد إعلان 












الخميس، 9 يوليو 2020

كيف ؟!!


                                           كيف؟!!
يا هذه الـ (كيف) اخرجي من معطفي ضاقت عروقي عن دمي فتوقفي
هذا الهدير يلجُّ فيّ مهوِّماً   أبداً وأنت دوائرٌ لا تكتفي
قطّعتِ في رأسي الحياة فأصبحتْ   تهويمة في رقصة المتصوفِ
وأردتِ تبريراً لكل مقننٍ    حيرتِني في السهل والمتكلفِ
ما لي وللأمر المغيّب كله    ما لي وللأهداف والمستهدفِ
ما لي إذا كان الغياب حقيقة أم أنه وجه الحضور المختفي
إن كان للكون ابتداء نهاية   أم أن خلقاً بعد خلق يقتفي
ما لي وللغايات في ملكوتها   إن كان كل الخير في أن تختفي
صورتِ لي الدنيا مدىً متقاطعاً   وجعلت للأرقام ما للأحرفِ   
 طوّفتني آفاقها مع أنني   ما زلت واقفة بذات الموقفِ  
وصحبتِ ( لو)  نحو الفراغ وحرتِ في  ما ينتفي شرطاً وما لا ينتفي
أغريتِ (كم) ثم انتقلنا للـ(متى) رحماكِ من هذا الدوار المجحفِ
خاصمتني دوماً وما لي زلة إلا اعترافي أنني لم أعرف  
ما ضر لو أنصفتِني ومنحتِني   عذراً وطوبى للخصيم المنصفِ
أنا وجهة السأم المغالط نفسه أنا أكثر الأشياء تيها فاعرفي
يغتالني جهلي وقلة حيلتي   وترد روحي آية في المصحفِ

هند النزاري