الجمعة، 24 يوليو 2020

لماذا يُكتب الشعر





لماذا يكتبُ الشعرُ سؤالٌ هيِّنٌ وَعْرُ
لنسألْه ابتداءً فهو ما قد خصّه الأمرُ
تهيأَ للجواب وقد غشاه التيهُ والكِبْرُ
أدارَ عيونه وكأنما أودى به السُّكْرُ
وراح يقول فاستوحى الأثيرُ وأطرقَ السطرُ 
عليَّ إدارةُ الإحساسِ حين يبثُّهُ صدرُ
ومَلءُ الرأس أخيلةً فلا عدٌّ ولا حصرُ 
ونثرُ الأحرفِ الصمّاء حتى يورقَ الحِبرُ 
فأنهلُ هائماً حتى يريحَ دِلاءَهُ البئرُ
ويطفو الحرف مجترئاً فذا ضمٌ وذا كسرُ
وتطفو حوله الأفكار لا يقتادها فِكْرُ 
تموج على تفاوتها وتحدو الثيبَ البِكرُ
تُشتِّتُها أحافيرٌ وينبتُ بينها جِسْرُ
وأعطِي الرقم غايته ليفرض نفسه الصِّفْرُ
وأسترخي ليبدأ في مداي المَدُّ والجَزْرُ 
فيمزجُ أحرفي شَجَنٌ ويجمعُ حِسْبَتي بحرُ
فَكسْرٌ قيدَ جبرٍ ثم جبرٌ بعده كَسْرُ
وتبقى آخر اللمساتِ حيث النورُ والعطرُ
فيعصرُ قلبه نايٌ ويتلو وِرْده سحرُ 
عليّ جميع ما قد قلتُهُ وعليكم النشر
أعن (كيف) انطلقتُ هنا ؟ أسأتُ ومنكم العذْرُ
وأمّا عن (لماذا) فهي سِرٌ خلفهُ سِرُّ
بلا سببٍ أجيء كغيمةٍ يرنو لها قفرُ 
ويقضي الأمرُ أن أنصبَّ ثم يسيلُ بي ثغرُ
كأنا قد تساءلنا لماذا يطلع الفجرُ
هند النزاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق