صيغتْ نجومُ السعدِ والخيراتِ**تاجاً يزيِّنُ قُبـَّةَ الميقاتِ
صَبَّ الخشوعُ على لآلئهِ السنا**فسرى بريقُ الطهرِ في الصعداتِ
ها قد أتانا الـنورُ من قلب الدجى**وكأنه الحظُ السعيدُ يُواتي
الله أكبرُ فالمدينةُ أشرقتْ**فجراً يبدد حلكَ الظلماتِ
أمفرحاتِ البشرِ كمْ أسعدْتِ منْ**صَبٍّ شَغُوفٍ يَنشدُ البركاتِ
قد جاء بعد التيه يحدوهُ الهوى**يَهديه قلبٌ صادقُ النبضاتِ
فيسابقُ الركبَ المُطِلَّ بشوقهِ**يُهدي لذراتِ الثرى القبلاتِ
دمعَتْ على بابِ المدينةِ عينهُ**فهناكَ آثارٌ من الخطواتِ
آثارُ خيرِ الخلقِ مَن بقدومهِ**حازتْ رباها أرفعَ الدرجاتِ
آثارُ خيرِ الماجدين أولي العلا**من أيقظَ الأيامَ بعدَ سُباتِ
شمسُ الهُداةِ الهاشميُّ المصطفى**خيرُ الأنامِ ومنهلُ البركاتِ
بحرٌ طما فوقَ البسيطةِ فانتشتْ **واهتزَّتْ الأرواحُ بعدَ مَواتِ
وتفتقَ الإيمانُ في تلك الربا**فغدَتْ ربيعا طاهرَ النفحاتِ
وانزاح عن ليل الضلالِ رداؤهُ **فانصبَّ نورُ الحقِ في الجَنَباتِ
جاءتْ له الدنيا تسوقُ ولاءها**تحني لعرش جلالهِ الهاماتِ
وتدفقتْ ملءَ البطاحِ وفودُها**تقذى غثاء الجهــــل والــــــنعراتِ
تستلهمُ الدينَ الحنيـفَ وعِزَّهُ**ينأى بها عن ذلةٍ وشتاتِ
حُييتِ يا أرضَ المدينةِ مَهجراً**آوى الكرامَ وأيقظَ العزماتِ
وأشادَ للإسلامِ أعظمَ دولةٍ**قد كنتِ فيها أولَ اللبناتِ
من هذهِ الأرجاءِ كان مسيرُنا**جُزنا الحدودَ بأصدقِ الدعواتِ
لنقيمَ من أرضِ المدينةِ للهدى **مُلكاً أطاحَ بسامقِ الشرُفَاتِ
وقفَ الهُداةُ على ثراكِ وأرسلوا**نوراً فَهَدّ معاقلَ الظلماتِ
وتناثروا في الأرضِ شهبَ هدايةٍ**بهرتْ عيونَ الكونِ بالآياتِ
من أرضِكِ الإيمانُ أرسلَ جندَهُ **فقضوا على حكمِ الضلالِ العاتِي
ودعَوا بأمرِ اللهِ للحق الذي**ساق العبادَ لأشرفِ الغاياتِ
واستفتحُوا فأثابهمْ سبحانهُ**فتحاً أزالَ براثنَ الشبهاتِ
فتزلزلَ الطغيانُ في وجهِ الهدى **واهتزَّ عرشُ البغيِ في الغزواتِ
وتتابعَتْ قصصُ البطولةِ حيةً**وصدى الملاحمِ يملأ الجَنباتِ
فالليلُ أسلمَ للنهارِ قِيادَهُ **وربى المدينةِ تشهدُ الخطواتِ
واليـومَ يا روضَ الوجودِ تهللتْ**قسماتُ وجهكِ للزمانِ الآتي
واستبشرَتْ عيناك إذ أرِزَ الهدى ** وتجسدَ الإيمانُ في العرصاتِ
أُلبسْتِ من نسْجِ الحضارةِ حُلةً**والنورُ في الإيمانِ والبركاتِ
وعبَقْـتِ من طيبِ الحبيبِ فعُطرَتْ **حللُ الجمالِ بأروعِ النفحاتِ
وشَمَخْتِ في تيهٍ فكان دلالُكِ**برْداً لقلبٍ مولعِ الحسراتِ
فتمازجت صُورُ الكمال بديعة**سبحان من أعطاكِ يا مولاتي
في روضِ حُبِّكِ كم ترنَّمَ عاشقٌ ** وبكى بعيدٌ ينشدُ القرباتِ
يا نورَ وجهِ الأرضِ يا قلبَ الهدى**يا موئلَ الأفضالِ والخيراتِ
يا ليلُ أوقفْـني هناكَ هُنيهةً**في القلـب ينبوعٌ من العبراتِ
قد فاض حمداً للكريمَ ففضلُهُ قد فاق ما عندي من الكلماتِ
فلقد سكنتُ رباكِ يا لسعادتي ** ونعمتُ في شـرفِ الجوارِ حياتي
ولئن طوتني الحادثاتُ فغايتي ** قبرٌ بغرقدكِ يضمُّ رفاتي
لأقاسمَ الغبراءَ فضلَ تشرفٍ **بجوار من تطوي من القاماتِ
وتهالُ فوقي من ترابِكِ حفنةٌ**لأفوزَ يومَ العرضِ بالرحماتِ
ويَمنُّ رَبّي آذناً بشفاعةٍ**أحظى بها في غيـهبِ الحـسراتِ
من صاحبِ القبرِ الشريفِ فديتُهُ**فتكونُ أرجى ما تكونُ نجاتي
صلى عليه اللهُ والملأ العُلا**وعليهِ مِنَّي أفضلُ الصلواتِ
وسلامُ ربي قدرَ ما في علمهِ**أبداً من الأعدادِ والكلماتِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق